237

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ویرایشگر

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۲۰ ه.ق

محل انتشار

المدينة النبوية والرياض

وفيه أن النبي ﷺ لما قام على قتلى بدر وقال: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ " قال عمر: "يا رسول الله ما تُكلمُ من أجساد لا أرواح١ فيها". فقال النبي ﷺ: "والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم" ٢.
وعن ابن عمر ﵄ قال: "لما أراد النبي ﷺ أن يصلي على عبد الله بن أبي، جذبه عمر، وقال: "أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ "، فقال: "أنا بين خيرتين: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾، فنزلت: ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَدًا﴾ [التوبة: ٨٠، ٨٤] ٣.
وفي رواية: "فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولتُ حتى قمت في صدره، فقلت: "يا رسول الله أعلى عدوّ الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا وكذا، أعدد أيامه،؟ "، قال ورسول الله ﷺ يبتسم، حتى إذا أكثرتُ عليه قال: "أخِّرْ٤ عنّي يا عمر إني خيّرت فاخترت قد قيل: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٨٠]، ولو علمت أني إن زدت على السبعين غفر لهم لزدت".
ثم صلى عليه ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه، فعجبًا لي ولجرأتي على رسول الله ﷺ والله ورسوله أعلم، فو الله ما كان إلا يسيرًا حتى نزلت هاتان الآيتان: ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى

١ في الأصل: (رواح)، وهو تحريف.
٢ البخاري: الصحيح، كتاب المغازي ٤/١٤٦١، رقم: ٣٧٥٧، بأطول، وأخرجه بنحوه مسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز ١/٦٤٣، رقم: ٩٣.
٣ البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز ١/٤٢٧، رقم: ١٢١٠.
٤ أي: تأخر: وقيل معناه: أخّر عني كلامك. (فتح الباري ٨/٣٣٧) .

1 / 255