179

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

پژوهشگر

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۲۰ ه.ق

محل انتشار

المدينة النبوية والرياض

وعن الحسن عن الأسود قال: "كنت أنشده - يعني النبي ﷺ ولا أعرف أصحابه، حتى جاء رجل بعيد ما بين المنكبين أصلع، فقيل: "اسكت"، فقلت: واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي ﷺ؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيجرني إلى البقيع"١٢.
فإن٣ قال قائل: "كيف / [١٤ / أ] تسمى ما يسمعه رسول الله ﷺ باطلًا وهو محاشى عن٤ الباطل؟
قال ابن الجوزي: "الجواب أنه لما كان الشعراء - كما قال الله عزوجل - ﴿فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾، [الشعراء: ٢٢٥] . ويجئ منهم ما يصلح وما لا يصلح، وقال هذا الشاعر للنبي ﷺ: "إني قد حمدت ربي بمحامد سمع منه، فلو قد ذكر في قصي دته ما لا يصلح لأنكره عليه برفق، كما أنكر على نساء قلن:

١ البقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي. (معجم البلدان ١/٤٧٣، ومعجم معالم الحجاز ١/٢٤٤) .
٢ أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١/٦٥، رقم: ٠، ٨١٩، وأبو نعيم في الحلية ١/٤٧، وأحمد مختصرًا فيما أخرجه المقدسي في أحاديث الشعر ص ٧٩، مع أن ابن المديني قال في كتابه: العلل ص ٥٥، "والحسن عندنا لم يسمع من الأسود؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي وكان الحسن بالمدينة". ولكن لا شك في سماعه بعد تصريحه عند جمهور المحدثين. (وانظر: حاشية أحمد شاكر على صحيح ابن حبان ١/٢٩٩) .
٣ قوله: (فإن)، سقط من الأصل.
٤ في الأصل رسمها: (محاسبي على)، وهو تحريف.

1 / 197