ومن الطير الجارحة: النسر، والصقر، والحدأة، والغراب.
وفي الجزيرة الثعبان والعقرب والورل والضب، وقد ضرب المثل بالضب في إلف القفر والصبر على الماء، وفي عقد ذنبه، فقالوا: أعقد من ذنب الضب. وضربوا الأمثال وحكوا الأساطير عنه.
والجراد كثير جدا يأكله الناس. والنحل لا يتخذ في الدور كثيرا، ولكن يتخذ البيوت في الجبال والشجر، وقد افتن العرب في تسمية جماعة النحل وذكورها وجني العسل وآلاته؛ وهكذا تصور هذا اللغة وتحكيه الأخبار والأشعار، وفي اليمن وحضرموت عسل طيب جدا. (2) أقسام الجزيرة
قسم العرب جزيرتهم تقسيما مسايرا لطبيعتها إلى خمسة الأقسام الآتية: وزاد ابن حوقل ثلاثة أصقاع: بادية العراق، وبادية الجزيرة، وبادية الشام.
وهذا ما قاله الجغرافيون في هذا التقسيم كما رواه الهمداني:
فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها وتوالدوا فيها على خمسة أقسام عند العرب، في أشعارها وأخبارها:
تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن.
وذلك أن جبل السراة ، وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام، فسمته العرب حجازا؛ لأنه حجز بين الغور وهو تهامة وهو هابط، وبين نجد وهو ظاهر.
فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وكنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما صاقبها وغار من أرضها: الغور غور تهامة، وتهامة تجمع ذلك كله.
وصار ما دون ذلك الجبل في شرقيه من صحارى نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها: نجدا، ونجد تجمع ذلك كله.
صفحه نامشخص