محاسن و ضدد
المحاسن والأضداد
ناشر
دار ومكتبة الهلال
محل انتشار
بيروت
يبكيك؟ فقال: أبكي على ظالمي. ومن أخذ مالي، أرحمه غدًا إذا وقف بين يدي الله ﷿، وسأله فلا تكون له حجة» . وقال الحسن البصري:
«أيها المتصدق على السائل يرحمه، ارحم أولًا من ظلمت» . وروي عن عبد الله بن سلام قال: «قرأت في بعض الكتب: قال الله ﷿: «إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني» . قال خالد بن صفوان:
«إياكم ومجانيق الضعفاء (يعني الدعاء) .
وضده، قيل: لما قالت التغلبية للجحاف بن حكيم السلمي، وفيه وقعته بالبشر: «قوض الله عمادك، وأطال سهادك، وأقل رقادك، فو الله إن قتلت إلا نساء أسافلهن دمي، وأعاليهن ندي»، قال لمن حوله: «لولا أن تلد مثلها لخليت سبيلها» . فبلع ذلك الحسن البصري فقال: «أما الجحاف فجذوة من نار جهنم» . قال: ولما بنى زياد بناء البصرة، أمر أصحابه أن يسمعوا من أفواه الناس، فأتى برجل تلا آية: «أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون» . قال: «وما دعاك إلى هذا»؟ قال: آية من كتاب الله ﷿ خطرت على بالي فتلوتها، والله لأعلمن فيك بالآية الثانية: «وإذا بطشتم جبارين» ثم أمر به فبني عليه ركن من أركان القصر.
قال وبعث زياد إلى رجل من بني تميم فقال: «أخبروني بصلحاء كل ناحية»، فأخبروه، فاختار منهم رجالًا فضمنهم الطريق، وقال: «لو ضاع بيني وبين خراسان حبل لعلمت من لقطه» . وكان يدفن الناس أحياء، وينزع أضلاع اللصوص.
قال: وقال عبد الملك للحجاج: «كيف تسير في الناس»؟ قال:
«انظر إلى عجوز أدركت زيادًا، فاسألها عن سيرته، فاعمل بها»، فأخذ والله بسنته حتى ما ترك منها شيئًا. وذكروا أن الحجاج لما أتى المدينة أرسل إلى الحسن بن الحسن ﵁ فقال: «هات سيف رسول الله ﷺ ودرعه»، قال: «لا أفعل»، قال: فجاء الحجاج بالسيف والسوط فقال:
«والله لأضربنك بهذا السوط حتى أقطعه، ثم لأضربنك بهذا السيف حتى تبرد أو تأتيني بهما»، فقال الناس: «يا أبا محمد لا تعرض لهذا الجبار»،
1 / 67