196
وقولهم: همك في الأحمرين، يعنون اللحم والخمر. وقولهم: إنه لطويل النجادين، يريدون كماله وتمامه في جسمه. وقولهم: إنه لغمز الرداء، أي كثير المعروف. وأنشد الأصمعي: غمر الرداء إذا تبسم ضاحكًا ... غلقت بضحكته رقاب المال وقولهم: إنه لسبط البنان، إذا كان شجاعًا سخيًا. وقولهم: شديد الجفن، إذا كان صبورًا على السهر. وقولهم: إنه لطيب الحجزة، إذا كان عفيفًا، قال النابغة: رقاق النعال طيبٌ حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب وقولهم: إنه لطاهر الثياب، أي ليس في قلبه غش، وقد روي في تفسير قول الله جل وعز: وثيابك فطهر، أي طهر قلبك. وأنشد: ثياب بني عوفٍ طهارى نقيةٌ ... وأوجههم بيض المشافر غرّان يعنون بثيابهم قلوبهم. وقولهم: إنه لطيب الأثواب، أي طاهر الأخلاق. قال بعض الأنصار: ومواعظٌ من ربنا تهدي لنا ... بلسان أزهر طيب الأثواب وقولهم: تحسبها حمقاء وهي بأحسن، يضرب مثلًا لمن يظن به الجهل فإذا اختبرته وجدته عاقلًا. وقولهم: من أجدب انتجع، أي من احتاج طلب. ويقال: إن صعصعة ابن صوحان كان يأكل مع معاوية فجعل معاوية يأكل من دجاجة بين يديه، فمدّ صعصعة يده فجذب الدجاجة، فقال له معاوية: انتجعت! فقال: من أجدب انتجع. وقولهم: من لي بالسانح بعد البارح، يضرب مثلًا لرجل يسيء إليه إنسان فيقال له: احتمل فإنه سيحسن فيما بعد. وأصل ذلك أن رجلًا مرّت به ظباء بارحةً فتطيّر منها فقيل له: لا تتطير فإنها سوف تسنح لك، فقال: من لي بالسانح بعد البارح! وذلك أن العرب كانت إذا خرجت فمرّت بها ظباء عن يمينها قالت: يمن وبركة، فإذا مرت عن يسارها تشاءمت بها وقالت: هذا يوم نحس. والسانح ما جاء عن يمينك. والبارح ما جاء عن يسارك. والقعيد ما جاء من ورائك. والناطح ما استقبلك. مساوئ الأمثال قولهم: ذهب منه الأطيبان، يعنون الشباب والطعم. وقالوا: هو الأكل والنكاح. وقولهم: نعوذ بالله من الأمرّين، يعنون الفقر والهرم. ويقال: وقيت شرّ الأجوفين، يعنون البطن والفرج. وقولهم: أماطله العصرين، يعنون الغداة والعشي. وقال الشاعر: أماطله العصرين حتى يملني ... ويرضى بنصف الدين والأنف راغم وقولهم: أفناه الملوان، يعنون الدهر ومقاساة الغم. وقولهم: أبلاه الجديدان، يعنون الليل والنهار. وقال الشاعر: إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا ينقصان ولكن ينقص الناس وقولهم: فلان قصير يد سرباله، أي أنه قليل المعروف. وأنشد الأصمعي: لا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا ... قصير يد السربال مثل أبان وقولهم: إنه لجعد البنان، وهو بخيل. وقولهم: الحمى أضرعتني لك وإليك، يقول: الحاجة أذلتني إليك ولك. وقولهم: من مدحنا فليقصد، يقول: من مدحنا فليقل الحق فإن المادح بالباطل غير ممتدح. وقولهم: إنك تشجّ وتأسو، أي إنك تصلح وتفسد. وتأسو تداوي. قال الشاعر: يدٌ تشجُّ وأخرى منك تأسوني وقولهم: سكت ألفًا ونطق خلفًا، يضرب مثلًا للرجل العيّ الذي يسكته العيّ عن الكلام. والخلف من الكلام الذي يشين صاحبه مثل خلف السوء، يقال: فلانٌ خلفٌ من أبيه إذا كان صالحًا، فإذا كان رديئًا قيل خلف، قال لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلفٍ كجلد الأجرب وقولهم: شر الرأي الدَّبريّ، يروى ذلك لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ﵁، وهو أن يعرف الرجل وجه نجاح حاجته بعد فوت الحاجة. وقولهم: أحُشّك وتروثني، أي أوليك خيرًا وتوليني شرًا. والأصل في ذلك أن رجلًا كان يحتشّ لفرسه وفرسه بقربه فراث على رأسه، فقال له: أحُشّك وتروثني! وقولهم: إن الخبيث عينه فراره، أي يتبين الخبث في الخبيث من غير اختبار. وقد قيل: إن الجواد عينه فراره، أي يتبين فيه الجودة من غير اختبار. يقال: فرس جواد بيّن الجودة. ونظر أعرابي إلى صياد فقال: إن الخبيث عينه فراره ... في فمه شفرته وناره ممشاه ممشى الكلب وازدجاره ... أطلس يخفي شخصه غباره

1 / 196