مغانم
المغانم المطابة في معالم طابة
ناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
ژانرها
ثُمَّ اخْتَلَفُوا؛ فقال بَعْضُهُم: أَثْرِبُ ويَثْرِبُ: اسْمان للنَّاحِيَةِ التي مِنْها مَدِينَةُ الرَّسُولِ ﷺ (^١)، وَقيلَ: اسْمانِ لمدينَةِ الرَّسولِ ﷺ هُجِرا في الإسلامِ.
وقال الزُّبَيْرُ: كانَتْ يَثْرِبُ أُمَّ قُرَى المدِينَةِ، وَهْيَ ما بَيْنَ طرفِ قناةٍ (^٢) إلى طرفِ الجُرْفِ (^٣)، وما بَيْنَ المَالِ الذي يُقَال لَهُ: البرني إلى زبَالَة (^٤).
قال الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّين المَطَرِي: هيَ اسْمُ ناحِيَةٍ بالمَدِينَةِ، وهي مَعْرُوفَةٌ بِهذا الاسْم اليَوْمِ، وَفِيها نَخِيلٌ كَثيرة مِلْكٌ لأهْلِ المَدِينَةِ، وَأَوْقَافٌ للفُقَرَاءِ وَغَيْرِهِم، وَهي غرْبِيَّ مَشْهَدِ حَمْزَة ﵁، وَشَرْقِيَّ المَوْضِعِ المَعْرُوفِ بالبِرْكَةِ مَصْرِفَ عَيْنِ الأزْرَق يَنْزِلُها الرَّكْبُ الشامِيُّ في ورُودِهِ وصَدْره، وَيُسَمِّيها الحُجَّاجُ عُيُونَ حَمْزةَ، وكانَت يَثْرِبُ مَنْزِلَ بني حارِثَة بن الحارث (^٥)، بَطْنٌ ضَخْمٌ من الأوْسِ (^٦). انتهى.
وأما قَوْلُه تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا﴾ (^٧) لحكايَةِ مَقَالَةِ بني الحارِثِ، أو مَقَالَةِ أَوْسِ بن قيظي وتابعيه (^٨).
ويروى عن ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ أنَّهُ قال: "مَنْ قال للمدينة يَثْرِب
(^١) وقد ذهب إلى ذلك أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنى. الدرة الثمينة ص ٢٢٨، التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة ص ١٦.
(^٢) تأتي في الباب الخامس (قسم المواضع).
(^٣) تأتي في الباب الخامس (قسم المواضع).
(^٤) الدرة الثمينة ص ٢٨، وفاء الوفا ١/ ٨، والقول منسوب فيهما إلى ابن زبالة، والزبير يروي عنه.
(^٥) انظر عنهم جمهرة أنساب العرب ص ٣٤٠.
(^٦) التعريف ص ١٦.
(^٧) سورة (الأحزاب) آية رقم: ١٣.
(^٨) راجع تفسير القرطبي ١٤/ ١٤٧ - ١٤٩، وانظر شرح صحيح مسلم للنووي ٩/ ١٥٥.
1 / 264