125

مغانم

المغانم المطابة في معالم طابة

ناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

ژانرها

مُتمَّمًا، مستقرًا ثابتًا، دائمًا مستمرًا، لازبًا (^١) لازمًا، ونورهُ المبين مستديم [السطوعِ (^٢)] في الأمم، وأحكامُ شريعتِه في اللموع نارٌ على عَلَم؛ ناسب أن تكون آثارُه ومثارُه، ومحلُّه، ودارُه، ومقرُّه ومزارُه، علمًا إلى يوم الدِّين، مرفوعًا ممدودًا، ومَقْصِدًا إلى انقضاء الدهر مقصودًا محمودًا.
السابع: أنَّه وردَ أَنَّهُ لَمَّا قُبض رسولُ الله ﷺ اشتكت الأرضُ إلى ربها مفارقتها شهود ظاهر بشريته ﷺ (^٣) وأَنَّهُ لا نبيَّ بعده، وبالأنبياء تحفظ الأرض وأهلُها، وتَعْمُرُ البَسيِطةُ حَزْنُها (^٤) وسَهْلُها، وبهم تتوالى إليهم الخيرات الصوائب (^٥)، وبهم تتولى عنهم الصَّيِّراتُ (^٦) والمصائب (^٧)، فهم المفازع الذين إذا فُزِع إليهم في الفَزَعات شَفَعوا، وإذا أشرفَتِ العقوباتُ بالحلول على الخلق نفعوا ودفعوا، فأجابها الله تعالى وأشكاها (^٨)، وأزال بلطفه (^٩) شكواها، وتفضَّل بإجابة دعوتها، وعوَّضها، ومنَّ على صَهْوتِها (^١٠)، بإدامةِ شرائعه وطرائقه، وإقامة ذرائعه (^١١) وخلائقه، وتسلسلِ الإسناد بأحاديثه إلى يوم

(^١) اللازب: الثابت واللازم. القاموس (لزب) ص ١٣٤.
(^٢) تحرّفت في الأصل إلى: (التطوع).
(^٣) لم أقف على من أخرج هذا الخبر.
(^٤) الحَزْن: ماغَلُظ من الأرض. القاموس (حزن) ص ١١٨٩.
(^٥) الصَّوْب: كلُّ نازل من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ. لسان العرب (صوب) ١/ ٥٣٤.
(^٦) الصيرات: الأمور الملتبسة. التاج (صار) ٣/ ٣٤٥.
(^٧) إذ كان المراد من ذلك بما أتى به الأنبياء من شرائع فباتباعهم تكون السعادة للخلق والسعة في المال والرزق وتعم الخيرات، فهذا مما لاشك فيه وحق لامرية فيه.
(^٨) أشكاها: أزال شِكايتها. القاموس (شكى) ص ١٣٠١.
(^٩) في الأصل: (بلفظه) وهو سبق قلم.
(^١٠) الصهوة: المطمئن من الأرض، والبرج في أعلى الرابية. القاموس (صهو) ص ١٣٠٤.
(^١١) الذريعة: الوسيلة، والذريع: الشفيع. انظر: القاموس (ذرع) ص ٧١٧.

1 / 126