وروي ان الله تعالى ينظر الى من نظر الرحمة وقد روى السيد لهذا اليوم دعاء يشابه دعاء العشرات بل الظاهر انه نفس الدعاء على بعض رواياتها وقد روى الشيخ عن عبد الله بن سنان عن الصادق (عليه السلام)صلاة ذات ركعات ودعاء يؤدى غدوة ولم نوردها اختصارا (من شاء فليطلبها من زاد المعاد) وينبغي ايضا للشيعة الامساك عن الطعام والشراب في هذا اليوم من دون نية للصيام وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالاغذية اللذيذة وأن يلبسوا ثيابا نظيفة ويحلو الازرار ويكشطوا الاكمام على هيئة اصحاب العزاء وقال العلامة المجلسي في زاد المعاد : والاحسن أن لا يصام اليوم التاسع والعاشر فان بني امية كانت تصومها شماتة بالحسين (عليه السلام) وتبركا بقتله وقد افتروا على رسول الله (عليه السلام) احاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما وقد روي من طريق أهل البيت (عليهم السلام) احاديث كثيرة في ذم الصوم فيهما لا سيما في يوم عاشوراء وكانت أيضا بنو أمية لعنة الله عليهم تدخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء ولذلك روي عن الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه ، قال : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله فينبغي أن يكف المرء فيه عن أعمال دنياه ويتجرد للبكاء والنياحة وذكر المصائب ويأمر أهله بأقامة المأتم كما يقام لاعز الاولاد والاقارب وأن يمسك في هذا اليوم من الطعام والشراب من دون قصد الصيام ويفطر آخر النهار بعد العصر ولو بشربة من الماء ولا يصوم فيه الا اذا أوجب عليه صومه بنذر أو شبهه ولا يدخر فيه شيئا لمنزله ولا يضحك ولا يقبل على اللهو واللعب ويلعن قاتلي الحسين (عليه السلام) ألف مرة قائلا : اللهم العن قتلة الحسين عليه السلام أقول : يظهر من كلامه الشريف ان ما يروى في فضل يوم عاشوراء من الاحاديث مجعولة مفتراة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد بسط القول مؤلف كتاب شفاء الصدور عند شرح هذه الفقرة من زيارة عاشوراء اللهم ان هذا يوم تبركت به بنوامية وملخص ما قال : ان بني امية كانت تتبرك بهذا اليوم بصور عديدة :
منها : انها كانت تستن ادخار القوت فيه وتعتبر ذلك القوت مجلبة للسعادة وسعة الرزق ورغد العيش الى العام القادم وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) في النهي عن ذلك تعرضا لهم .
ومنها : عدهم هذا اليوم عيدا والتأدب فيه بآداب العيد من التوسعة على العيال وتجديد الملابس وقص الشارب وتقليم الاظفار والمصافحة وغير ذلك مما جرى على طريقة بني امية وأتباعهم .
ومنها : الالتزام بصيامه وقد وضعوا في ذلك اخبارا كثيرة وهم ملتزمون بالصوم فيه .
صفحه ۴۵۱