الأصل الخطيّ للكتاب، ومنهج إخراجه
اعتمدت في إخراج الكتاب على مخطوطتين، إحداهما تامة، وثانيتهما قطعة من آخره تعدل ثلثه الأخير، وكلتاهما أصل أصيل، معتمد بذاته، مقروء موثَّق، ويتفقان في أمر آخر، وهو أن أصل كلّ منهما نيسابوريّ البلد، ثم انتقل إلى دمشق، وتداولهما أئمة الحديث في دمشق: ابن عساكر وأسرته، وابن الصلاح ومدرسته.
أما الأصل الأول الخطي التام فهو: أصل وحيد- والله أعلم-، ومقرُّه في مكتبة آل البساطي بالمدينة المنورة.
وقد كنت قبل نحو سنتين سَعِدت بزيارة الأخوين الكريمين الشقيقين الأستاذ بكر البساطي، والأستاذ عمر البساطي حفظهما الله، وجزاهما خيرًا، قاصدًا زيارة مكتبتهم العامرة، وكنت أسمع بها وباحتفاظها بأصول خطية لكتب نادرة، ورأيت فيها كما كنت أسمع، ومما لفت نظري "المدخل" للإمام البيهقي، ومكتوب عليه ما يفيد أن النسخة كاملة، فرأيت أني حظيت بدرَّة نفيسة، فرجوتهما أكرمهما الله تصوير نسخة منه، فكان ذلك والحمد لله.
لكن عاقني عن المبادرة إلى إخراجه ثِقَل عملي بخدمة "تدريب الراوي" للإمام السيوطي ﵀، ولما قاربت الفراغ منه، رأيت الوقت مناسبًا للتوجه إلى إخراجه، وأسأل الله العون والتوفيق.
وهذه النسخة أصل أصيل عريق، تامّ مؤلَّف من ثمانية أجزاء حديثية،
مقدمة / 13