مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
ژانرها
2
والخطوة الأولى في هذا المنهج هي أن نتخلص من كل الأحكام المسبقة، ونستبعد كل ما من شأنه أن يتداخل مع الرؤية الصافية ويتطفل على المعطيات الواقعية المباشرة؛ من اعتقادات دوجماطيقية وفروض عقلية ومفاسد لغوية وعادات عملية ونظريات علمية، ووضع كل ذلك بين أقواس «التوقف عن الحكم أو الإبوخيه
epoché » بحيث لا يتحدث إلا الشيء المعطى مباشرة. كذلك نتوقف عن الحكم على «وجود» هذا الشيء مهما بلغت درجة وضوحه، فالفلسفة بوصفها معرفة بالماهيات لا يعنيها الوضع الوجودي للموضوعات المتأمل فيها، ولا ذلك داخل في مجال دراستها.
بعد أن تخلصنا من كل الزوائد المقحمة على الرؤية الخالصة يبقى لنا الشعور المحض ... العيان المباشر، فنلتجئ إليه بوصفه الأداة الوحيدة لإدراك الواقع في صفائه التام، وتأمله بوضوح وتجرد، وتفرسه بدقة ومرونة، وتحديد معالمه وتفاصيله وأحواله، وتحويل ما هو ماثل إلى ماهية؛ فمن تمثلات الأحمر المختلفة نخلص إلى ماهية الأحمر، ومن أفراد البشر العينيين نخلص إلى ماهية الإنسان ... إلخ. وتسمى هذه الخطوة «الرد الماهوي»
eidetic reduction
وهو يتقاطع مع صنف آخر من الرد هو «الرد المتعالي»
transcendental reduction
وبه تتحول المعطيات في الشعور الساذج إلى ظواهر متعالية في الشعور المحض. بذلك يمثل الشعور المحض علوا أو تجاوزا
transcendence
من نوع خاص داخل تيار التجارب الحية، ويمارس نشاطا بنائيا تجاه المعطيات الواقعية، ويجمع بين الصبغة المثالية المتعالية
صفحه نامشخص