المقارنة" مؤتمرا في كلية الحقوق من جامعة باريس للبحث في الفقه الاسلامي تحت اسم "أسبوع الفقه الإسلامي" برئاسة المسيو (ميو 04فل) استاذ التشريع الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة باريس، دعت إليه عددا كبيرا من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية وكليات الأزهر، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما، ومن المستشرقين. وقد اشترك فيه من مصر أربعة أعضاء: اثنان من جامعة فؤاد، وعميد كلية الحقوق في جامعة إبراهيم(1) وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء عن الأزهر ، واشتركنا فيه أنا والأستاذ الدكتور معروف الدواليبي عن كلية الحقوق السورية.
وقد حاضر الأعضاء في خمسة موضوعات فقهية عينها مكتب المجمع الدولي للحقوق المقارنة قبل عام من زمر الحقوق العامة والخاصة (المدنية والجنائية، والإدارية، والاقتصادية) ومن تاريخ التشريع، ووجهت الدعوة لمحاضرة فيها، وهي (1) إثبات الملكية (2) الاستملاك للمصلحة العامة (3) . المسؤولية الجنائية (4) تأثير المذاهب الاجتهادية بعضها في بعض (5) نظرية الربا في الإسلام. وكانت المحاضرات كلها باللغة الفرنسية، وخصص لكل موضوع يوم. وعقب كل محاضرة كانت تفتح مناقشات مهمة مع المحاضر وبين المؤتمرين تطول وتقصر بحسب الحاجة، وتسجل خلاصاتها.
وفي خلال بعض المناقشات وقف أحد الأعضاء وهو نقيب محاماةا سابق في باريس. فقال: انا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الاسلامي وعدم صلوحه أساسا تشريعيا يفي بحاجات المجتمع العصري التطور، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشاتها مما يثبت خلاف لك تمامأ ببراهين النصوص والمبادىء4.
##
(1) أصبح اسم الجامعتين المذكورتين الآن في عهد الثورة المصرية : جامعة القاهرة، وجامعة عين شحس، كما أصبح اسم جامعة "فاروق" في الإسكندرية : جامعة الإسكندرية .
صفحه ۲۳