وهاك فقرات من كتاب كتبه لجلالة القيصر يعترض فيه على نظام الحكومة الحاضرة، ويطلب مطالب كثيرة للإصلاح:
إليكم نرفع خطابنا يا ولاة الأمور من القيصر، وأعضاء مجلس الحكومة الأعلى، والنظار إلى أقارب القيصر أعمامه وإخوته وكل الذين يستطيعون أن يكلموه. إليكم نرفع خطابنا لا كأعداء بل كإخوان مرتبطين معنا ارتباطا متينا «أردتم ذلك أو لم تريدوه»، حتى إذا حلت بنا البلايا أصابكم شيء منها، ليس اللوم على الذين يثورون؛ بل اللوم كله عليكم لأنكم لا تفتشون إلا عن راحتكم ورفاهيتكم، وقد كان الواجب عليكم أن تفتشوا عن سبب الثورة والشكوى وتزيلوه، والناس مسالمون بالطبع لا يطلبون الخصام والعداء، بل يفضلون الوفاق والمسالمة، فإن كانوا قد ثاروا عليكم الآن، وطلبوا الإيقاع بكم، فلا يكون ذلك إلا لأنهم وجدوكم مانعا يمنع عنهم وعن الملايين من إخوانهم أعظم نفع يطلبه الإنسان في هذه الدنيا وهو الحرية والعلم، وغاية ما يطلب منكم لكي لا يبقى سبيل لثورة العامة عليكم، وهو نافع لكم أيضا لأجل راحتكم وسلامتكم، هذه الأمور الطفيفة، وهي:
أولا:
المساواة بين الفلاحين والعمال وغيرهم من أهل الطبقات العليا «في أمور ذكرها بالتفصيل؛ مثل إلغاء القوانين التي تربط العمال بأصحاب الأعمال، وإعفاء الفلاحين من الأموال الأميرية التي تأخرت على غيرهم، ومن أخذ الجواز إذا أرادوا الانتقال من مكان إلى آخر، ومن تقديم الخيل والعلائف لرجال الحكومة، ولا سيما رجال البوليس، ومن العقاب بالضرب».
ثانيا:
إلغاء الحكومة العرفية التي تلجئون إليها آونة بعد أخرى، فتسلطون على الرعية أناسا ظالمين فاسقين سخاف العقول.
ثالثا:
إزالة كل الموانع التي تمنع تعليم أولاد العامة؛ لكي يتحرر جمهور الروسيين من ربقة الجهل، والجهل أكبر معين للحكومة على الاستبداد بهم .
رابعا:
وأخيرا إطلاق الحرية الدينية ... إلخ.
صفحه نامشخص