وإن قال في يوم مقالة غائب
فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته، من يسعد الله يسعد
وقد نقلنا قصة أم معبد وشعر حسان وشعر الهاتف لأن لهذه القطع الثلاث أثرا في تلوين المدائح النبوية، وحديث أم معبد معروف ، وقد أشار إليه القاضي عياض في الشفاء،
59
وهو - إن صحت نسبته إلى ذلك العهد - أساس لأكثر ما جاء في المدائح النبوية من الأوصاف الحسية، فسنرى في «الموالد» كيف يوصف الرسول بأنه أبلج الوجه، أدعج العينين، أزج الحاجبين، إلى آخر ما قيل فيه من شائق الصفات. وحسان بن ثابت نفسه يصفه بالحسن والجمال فيقول:
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
والإشادة بجمال النبي وحسنه ليست من الفضول، كما يتوهم بعض الناس، فإن فن المديح يوجب هذا اللون من الوصف، وقد عرض الصفدي في شرح لامية العجم إلى هذه المسألة فقال: «وما زال الشعراء يصفون الممدوح بالحسن والصباحة والطلاقة، ويشبهونه بالشمس والبدر والصبح، وذلك مشهور لا يحتاج إلى شاهد يؤيده.»
صفحه نامشخص