مدایح نبوی

زکی مبارک d. 1371 AH
114

مدایح نبوی

المدائح النبوية في الأدب العربي

ژانرها

أنى ومن أين آبك الطرب

من حيث لا صبوة ولا ريب

وعدة أبياتها 67، والثالثة لامية، ومطلعها:

ألا هل عم في رأيه متأمل

وهل مدبر بعد الإساءة مقبل

وعدة أبياتها 89، والرابعة ميمية، ومطلعها:

من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة ولا أحلام

وعدة أبياتها 102.

فهي إذن قصائد طوال، والذي عالج الشعر في اللغة العربية يعرف أن القصيدة لا تجاوز المائة بيت إلا حين تستبد بعقل الشاعر وخياله وهواه، فإن وحدة الوزن والقافية في الشعر العربي تفرض طبع الذهن على غرار موحد، وتدور بالشاعر حول أنغام موسيقية متماثلة الأوضاع. والشاعر الأوروبي الذي ينظم قصيدة من مائة بيت لا تحوم نفسه في جو واحد على نحو ما يفعل الشاعر العربي؛ لأن اختلاف الوزن والقافية في الأشعار اللاتينية والسكسونية يعطي فرصا من راحة النفس لا يظفر بها الشاعر العربي الذي يلتزم وحدة الوزن والقافية، ونخرج من هذا بنتيجة محتومة: هي أن الكميت احتفل بهاشمياته كل الاحتفال، وأساس التجويد في جميع الفنون هو التهيؤ والاستعداد لإنضاج الصور الشعرية والملامح الفنية.

صفحه نامشخص