وكان له عدد كبير من التلاميذ والأصحاب انتشروا في شتى بلاد العالَم الإِسلامي في مصر وإفريقيا والأندلس والعراق.
ففي مصر كابن القاسم (١٩١ هـ)، وأشهب (٢٠٤ هـ)، وفي إفريقيا أسد بن الفرات (٢١٤ هـ)، وفي الأندلس يحيى بن يحيى الليثي (٢٢٤ هـ).
أما في العراق فقد نشر مذهبه من أتباعه:
١ - عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري (١٨٦ هـ).
٢ - عبد الله بن مسلمة بن قعنب التميمي الحارثي (٢٢٠ هـ).
فعن هؤلاء العلماء بدأ انتشار المذهب المالكي في العراق وتفقه عليهم جماعة من كبار المالكية مثل: أحمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم، وهو من أصحاب ابن الماجشون (٢١٤ هـ)، ومحمد بن مسلمة (٢١٦ هـ)، وعنه أخذ أولاد بني حماد، وبنو حماد أسرة علم وغنى، أصلها من فارس تحولت إلى بغداد، وكانت قريبة إلى الخليفة المأمون، وكانت هذه العلاقة سببًا لزيادة انتشار المذهب المالكي في بغداد، وأشهر علماء هذه الأسرة هو القاضي إسماعيل بن حماد (٢٨٢ هـ)، صاحب كتاب "المبسوطة" الذي ذاع صيته في العراق وخارجها تولى القضاء، وكان هو المؤسس الحقيقي لمدرسة المالكية ببغداد، فقد ساهم بالقسط الأوفر في انتشار وازدهار المذهب هناك (^١).
ثم جاء بعده إبراهيم بن حماد بن إسحاق (٣٢٣ هـ)، والقاضي عمرو أبو الفرج الليثي البغدادي (٣٣٠ هـ)، صاحب كتاب "اللمع في أصول الفقه"، وهما من أساتذة أبي بكر الأبهري (٣٩٥ هـ)، الذي بذل كل ما في وسعه لتدريس ونشر المذهب المالكي ومواصلة الطريق الذي ابتدأه العلماء السابقون له، فلقد كان للأبهري ولابن الجلاب (٣٧٨ هـ)، وابن القصار (٣٩٨ هـ)، والباقلاني (٤٠٣ هـ)، وآخرهم شيخنا القاضي عبد الوهاب الذي تتلمذ وأخذ
_________
(^١) انظر ترجمته في: الديباج المذهب: ١/ ٢٨٢، سير أعلام النبلاء: ١٣/ ٣٤٠، شذرات الذهب: ٢/ ١٧٨.
1 / 58