إمام المالكية بالعراق من كبار أهل السُّنَّة -رحمهم الله تعالى- صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته نقله شيخ الإِسلام عنه في غير موضع من كتبه ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى" (^١).
وقال ابن تيمية في ذلك: " .. قال أبو بكر محمَّد بن الحسن الحضرمي القيرواني الذي له الرسالة التي سماها برسالة "الإيماء إلى مسألة الاستواء" لما ذكر اختلاف المتأخرين في الاستواء، وذكر أقوالًا متعددة قول الطبري أبي جعفر محمَّد بن جرير صاحب التفسير، وأبي محمَّد بن زيد، والقاضي عبد الوهاب وجماعة من شيوخ الحديث والفقه، قال وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي بكر وأبي الحسن -يعني الأشعري- نصًّا وهو أنه ﷾ مستو على عرشه بذاته، قال: وأطلقوا القول في بعض الأماكن "فوق" عرشه، قال أبو بكر الحضرمي وهو الصحيح الذي أقول به من غير تحديد ولا تمكن في مكانه ولا يكون فيه ولا مماسة … " اهـ (^٢).
…
• وفاته:
إقامة القاضي عبد الوهاب بمصر لم تطل، فقد مات بعد مقدمة إليها بقليل.
وكان ذلك سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة (٤٢٢ هـ)، وأكثر المؤرخين على أنه مات في شهر شعبان (^٣)، وقيل: إن وفاته كانت ليلة الاثنين الرابع عشر من صفر (^٤).
_________
(^١) اجتماع الجيوش الإِسلامية على غزو المعطلة والجهمية- لابن قيم الجوزية ص ٥٨.
(^٢) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية -أو نقص تأسيس الجهمية- لأبي العباس شيخ الإِسلام أحمد بن تيمية: ٢/ ٣٣٣.
(^٣) تاريخ بغداد: ١١/ ٣٢، ترتيب المدارك: ٧/ ٢٢٦، تاريخ قضاة الأندلس ص ٤٢ شجرة النور الزكية ص ١٠٤.
(^٤) شذرات الذهب: ٣/ ٢٢٤، مرآة الجنان: ٣/ ٤١، سير أعلام النبلاء: ١٧/ ٤٢٩.
1 / 50