غير مسائل يلقفها ولا يثقفها ويبوبها ولا يرتبها، فهي متداخلة النظام غير مستوفاة الأقسام، وكلهم قد قلد أجر ما اجتهد وجزاء ما نوى واعتقد" (^١).
ولقد كان أحد أركان المذهب المالكي، من الذين أسسوا المذهب وأصلوا له فهو أحد أئمة المالكية ومصنفيهم، وإليه انتهت رئاسة المذهب (^٢).
قال الحنطيب البغدادي فيه: "لم نلق من المالكيين أفقه منه" (^٣).
ألَّف في المذهب والخلاف والأصول تآليف بديعة مفيدة (^٤)، كما أصبحت لآرائه أهمية خاصة في المذهب حتى جعلت هذة الآراء دليل ترجيح ومذهبًا متبعًا، فمما جاء في مقدمات ابن رشد: " … وقد اختلف في صريحه -أي الطلاق- ما هو على ثلاثة أقوال: أحدها: أن صريحه لفظ الطلاق خاصة وأن كناياته ما عدا ذلك مثل قوله: خلية وبرية وحبلك على غاربك، وما أشبه ذلك وهو مذهب عبد الوهاب … " (^٥).
ولقد ذكر بأن سبب انتشار المذهب المالكي في مصر ثانية -بعد أن درس- هو القاضي عبد الوهاب (^٦).
ولقد تفقه عليه مجموعة كبيرة من العلماء الذين ذاع صيتهم في الآفاق والذين سيأتي ذكرهم.
وكان القاضي أبو بكر الباقلاني يعجبه حفظ أبي عمران الفاسي القيرواني (^٧)
_________
(^١) الذخيرة- لابن بسام: ٤/ ٥١٥.
(^٢) شذرات الذهب: ٣/ ٢٢٣.
(^٣) تاريخ بغداد: ١١/ ٣٠.
(^٤) تاريخ قضاة الأندلس ص ٤١، وسوف يأتي ذكر جميع مؤلفاته.
(^٥) المقدمات: ١/ ٥٧٨.
(^٦) انتصار الفقير المسالك- للراعي ص ٣٠٧.
(^٧) أبو عمران الفاسي: أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي الحجاج الغفجومي، سكن القيروان، وحصلت له بها رئاسة العلم، رحل إلى المشرق، فدرس الأصول عند أبي بكر الباقلاني، أخذ عنه الناس من المغرب والمشرق، توفي سنة ٤٣٠ هـ (الديباج المذهب: ٢/ ٣٧٧).
1 / 33