المعونة على مذهب عالم المدينة

عبد الوهاب الثعلبي d. 422 AH
136

المعونة على مذهب عالم المدينة

المعونة على مذهب عالم المدينة «الإمام مالك بن أنس»

پژوهشگر

حميش عبد الحق

ناشر

المكتبة التجارية

محل انتشار

مصطفى أحمد الباز - مكة المكرمة

ژانرها

قال: يا رسول الله، إن بي الناصور (^١) يسيل مني، فقال ﷺ: "إذا توضأت فسال من قرنك إلى قدمك فلا وضوء عليك" (^٢)، ولأن خروجه على وجه السلس فأشبه أن يخرج في الصلاة. فصل [٢ - الخارج من السبيلين مما ليس بمعتاد]: وما خرج من السبيلين مما ليس بمعتاد كالحصى والدود والدم فلا وضوء فيه (^٣) خلافًا لهما (^٤)، لقوله تعالى: ﴿أو جاء أحد منكم من الغائط﴾ (^٥)، والاسم (^٦) ينطلق على الحدث المعتاد، وقوله ﷺ: "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" (^٧)، ولأنه نوع من غير أنواع الأحداث المعتادة، دليله إذا خرج من غير السبيلين. فصل [٣ - وجوب الوضوء من النوم]: وأما وجوب الوضوء من النوم فالأصل فيه قوله تعالى: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا﴾ (^٨)، قيل فيه: إذا قمتم من المضاجع (^٩)، وقوله صلى الله

(^١) في (ق): الثاسور، والناصور -بالصاد المهملة-: قرحة غائرة قلما تندمل (المغرب ص ٤٥٣). (^٢) أخرجه البيهقي: ١/ ٣٥٧، وفيه عبد الملك بن مهران وهو مجهول. (^٣) انظر: المدونة: ١/ ١٠، التفريع: ١/ ١٩٦، الكافي ص ١٠. (^٤) لهما يقصد أبا حنيفة والشافعي (انظر: مختصر الطحاوي ص ١٨، الأم: ١/ ١٧). (^٥) سورة المائدة، الآية: ٦. (^٦) الاسم: سقطت من (م). (^٧) أخرجه ابن ماجه في الطهارة، باب: لا وضوء إلا من حدث: ٢/ ١٧٢، والترمذي في الطهارة، باب: في الوضوء من الريح: ١/ ١٠٩، وقال: هذا حديث حسن صحيح. (^٨) سورة المائدة، الآية: ٦. (^٩) قاله السدي وزيد بن أسلم معنى الآية: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة﴾ يريد من المضاجع يعني النوم (جامع البيان- للطبري: ٦/ ١١٢).

1 / 153