معرفَة الْفرق بَين الضَّاد والظاء
لِابْنِ الصَّابُونِي الصَّدَفِي الإشبيلي
«أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُتَوفَّى ٦٣٤ هـ»
تَحْقِيق
الْأُسْتَاذ الدكتور حَاتِم صَالح الضَّامِن
بَغْدَاد - الْعرَاق
إهداء
سيف بن أَحْمد الغرير
دبي - الإمارات الْعَرَبيَّة المتحدة
دَار نِينَوَى
للدراسات والنشر والتوزيع
صفحه نامشخص
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو بكر الصدفي القرويّ:
أما بعد: فإنك سألتني أن أشرح لكَ طرفًا من حروف الظّاءِ والضّادِ، لتستدلَّ به على بعض ما التبسَ من على بعض المعلمين بالفرق بينهما، من إبانة الظّاء بإظهار طرف اللسان في النطق بها، ورفعك رأسها عند كتابها، وضمّ الأسنان على الضاد، وميلك اللسان إلى الأضراس من ناحية الشمال، فتفرق بينهما في خطّهما، فكتبتُ لك من ذلك أمثلة لتحتذي بها، وأصولًا لتقتدي بها، بإتباع من كتاب الله تعالى، وشواهد من الشعر.
ألهمكَ الله الرشاد، ووفقك للسّداد، إنه منّان جواد.
فما بالظاء، والآخر بالضاد.
العظةُ والعضةُ
فأما العظةُ، بالظاء: فالتنبيه لأفعال الخير، ومعالم البرِّ، والنصيحة في ذات الله، ﷿، والزّهد في الدّنيا وذكر المعاد.
وفي القرآن: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ﴾
وقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
ومنه قول الشاعر:
1 / 13
وَعَظتْكَ واعظةُ القتيرِ ... وعَلتك أُبَّهَةُ الكبيرِ
والمصدر منه: وعْظٌ. والفاعلُ: واعظٌ. والمفعول: موعوظٌ، ووعيظ.
وأمّا العضةُ، بالضّاد: فشجرةٌ ذات شوكٍ، مثل السِّدر، والطّلحِ، وأشباه ذلك. وجمع العضة: عضاه، وعِضين.
ومن ذلك قول الشاعر:
وادي العقيقِ سيلُهُ غَزيرُ
عضاهُهُ وطَلْحُهُ كثيرُ
وقال آخر:
أَبَى اللهُ إلاّ أنَّ سَرْحة مالِكٍ ... على كلِّ أفنانِ العضاهِ تروقُ
الحافظ والحافض
فالحافظ، بالظاء: ضد الناسي. يقال لمن حفظ شيئًا، ولم ينسه: حافظٌ.
ومنه يقال: حفظك الله، أي رعاك ولم ينسك.
1 / 14
وفي القرآن الكريم: ﴿فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
ومنه قول أمير المؤمنين عليّ، ﵇:
واحفظْ وصيةَ والدٍ مُتَحنِّنٍ ... يَغذُوك بالآداب كيلا تعطبُ
فأما الحافض، بالضاد: فهو الحاني لكلِّ عودٍ، من قوس وصوالجةِ، وما أشبه ذلك.
تقول من ذلك: حَفَضتُ العودَ، أحفِضه حفْضًا، إذا أحْنَيْتَهُ.
والعود المحفوضُ: هو المنحني.
ومنه قول الشاعر:
حَفَضْتُ قوسَ شَوْحَطٍ وأَسْهُما
من يانعٍ نحتُّها لأُقدما
الحاظر والحاضر
فأما الحاظر، بالظّاء: فهو المانع الحاجز بين الأشياء. والمحظور: الممنوع. وفي القرآن الكريم: ﴿وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
ومنه قول الشاعر:
1 / 15
مازالتِ الأحقادُ بين سراتِهم ... حتّى استجازوا بالحظارِ حَظِيرا
والحِظارُ: حاجزٌ يكون بين شيئين. وأصلُ هذا مأخوذٌ من الحظير، وهو حائط يُعمَلُ من خشب أو قَصَب، يمنعُ من الرِّيح والبرد، وغير ذلك. وجمعها حظائر.
وأمّا الحاضر، بالضاد: فهو ضد الغائب. وفي القرآن الكريم: ﴿ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾
ومنه قول الشاعر:
حَضَروا وغبنا عنهم فتمكَّنوا ... فينا وليس كغائبٍ من يَشهَدُ
يُقال: حَضَرَ فلان، وغاب عنّا فلان. وقد حضَرنا الطعام، وهو طعامٌ محضور، أي مأتيٌّ.
والفعل الماضي منه: حضر، بفتح الضاد. وقال بعضهم في الفعل الماضي: حضر، وهي
لغةٌ مرغوب عنها، غيرُ فاشيةٍ.
والإحضار: المصدر. يقال: حضرت الشيءَ، فأنا أحضره إحضارًا، وذلك إذا كان غائبًا فأتيت به.
والإحضار: شدَّةُ عدوِ الفرس إذا أسرع. ويُقال ذلك لكلِّ من أَجهدَ في عدوهِ.
ومنه قول الشاعر:
فانصاعَ كالكوكب الدُّرِّيّ منصلتًا يهوي ويخلط
والحضر، بفتح الضاد: ضد البدو.
1 / 16
والحضْر، بوقف الضاد: حصن منيع، ذكره الشاعر، وهو عدي بن زيد العبادي، فقال:
وأخُو الحضْر إذْ بناهُ وإذْ دج ... لةُ تُجبى إليهِ والخابورُ
الظَّنُّ والضَّنُّ
فالظن، بالظاء: الشك، وخلاف اليقين. يُقال: ظننت بفلان خيرًا، أي: حسبته وألفيته. وإني ظننت، وأظن ظنًا.
وقد يكون الظن موضع اليقين، وهو من الأضداد يقال للفاعل منه: ظانٌّ، وللمفعول: مظنون، وظَنين. والظنون: البئر القليلةُ الماءِ.
والظَّنون: القليل المعروف والخير. قال الشاعر:
على أنّي أظُنُّكَ حُلْتَ عمَّا ... عهدتُ وليس ظَنِّي باليقينِ
وقال غيره:
وأما الضَّنُّ، بالضاد، فمصدر: البُخلُ، نحو ضَنَّ يَضُنُّ ضنًَّا.
والضِّن: بكسر الضاد: الاسمُ.
1 / 17
في القرآن: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ أي: ببخيل. ومنه قول الشاعر:
وضَنَّت بالكلامِ فلمْ تَكَلَّمْ ... بكيتُ وكيفَ يُبكى للضَّنينِ
الفظُّ والفضُّ
فأما الفظ، بالظاء: فالرجل المتجهم في منطقه، المتغلظ في مخاطبته، والاسم من ذلك: الفظاظة.
وفي القرآن: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾
ومنه قول الشاعر:
وتراهُ يومَ الرَّوْعِ يخطرُ بالقنا ... فَظًَّا غليظًا قاتِلَ الأقرانِ
وأما الفضُّ، بالضاد: فكل شيءٍ كسرته. تقول من ذلك:
فَضَضْتُ الكتابَ، إذا كَسَرْتَ طابَعَهُ. وانفضَّ القوم: إذا تفرقوا، وهو انكسارهم عن الاجتماع.
وفي القرآن: ﴿لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ أي: تفرَّقوا.
والفاضُّ: الكاسرُ. والمكسور يُقال له: المفضوض، والفضيض. قال الشاعر:
1 / 18
فَضَضتُ خِتامَهُ فتبلَّجَتْ لي ... غرائبُهُ عن الخَبَرِ الجليِّ
وأفضت إليه الخلافة، أي: اتسعت به، وهو مأخوذ من الفَضَا، وهي السَّعةُ.
وأفضى الرجل: إذا أمنى، وهو خروج الماء من الضيق إلى السعة.
الغَيظ والغيض
فأما الغيظ، بالظاء: فهو شدّة الحرد والاختلاط، وهو من الغضب. فقيل من ذلك: تغيَّظ الرجل فهو مُتغيّظ، ومغتاظ.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾
وقال الشاعر:
مُتغيّظٌ كالليثِ يزأرُ في الوغى ... يحمي الحريمَ ويقتلُ الأبطالا
وأما الغَيضُ، بالضاد: فنقصان الماءِ وذهابه، إذا نضب ونقص.
تقول من ذلك: غاض الماء يغيضُ غيضًا.
والمغيضُ: المكان الذي يذهب فيه الماء.
قال الله سبحانه: ﴿وَغِيضَ الْمَاء﴾ أي: ذهب.
ومنه حديث كعب الأحبار: وغاضت الكرام غَيضًا، أي: ذهبوا.
وأنشدوا:
1 / 19
وغاضَ ماءُ البيرِ فيها ونَضَبْ
وخالفَ الجرابَ فيها والعطبْ
العظُّ والعضُّ
فأما العظ، بالظاء: فهما حرفان تكلم بهما العرب، لا يعرف غيرهما.
أحدهما: عَظّتني الحربُ.
والحرف الثاني: إذا أصابتهم الأزمان والشدائد. تقول: عّظَّنا الزمان بنابه. وأنشَدَ:
سَلِ الدّهرَ عني حينَ عَظّنِيَ الدّهْرُ ... ألَمْ تَرَ صبرًا ما يعادِلُهُ صبرُ
وأما العض، بالضاد: فهو لكلِّ شيءٍ كَزَزْتَ عليه ثناياك، مثل كَزِّك على أناملك، وفي مثل ذلك ونحوه.
قال الله تعالى: ﴿عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾
قال الشاعر:
لمّا رأتْ ما ساَءها وأَغاضَها ... عَضَّتْ أناملها منْ الغَيْظِ
1 / 20
الحظُّ والحضُّ
فأما الحظ، بالظاء: فهو جاه الإنسان في دنياه، وحظه منها، وأنشَدَ:
إذا قَصَرتْ علي الطّرفَ قالوا ... حَظيتَ وكيف لا يحظى الرَّضِيُّ
وفي القرآن الكريم: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾
ومنه قول الشاعر:
إن حظِّي من الغنيمة راسي
وأما الحض، بالضاد: فهو الحث على الأشياء، من خير وشر. تقول: حضضت فلانًا على فعل المعروف.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
وقال الشاعر:
ويُحرِّك المُثْرِين في زكواتِهم ... ويحضُّهُم لعَطائهم فيُسارعُ
الظِّرار والضِّرار
فأما الظرار، بالظاء ورفعها: فهو حجرٌ مَحدد يُقال له المرد. قال الشاعر:
1 / 21
ويذبحُهُنَّ بالظُّررِ الحِدادِ
واحدها: ظِرٌّ. يقال من ذلك: أرضٌ مَظَرَّةٌ، أي: كثيرة الظِّرار.
وأما الضِّرار، بالضاد: فهو المضارَّةُ.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا﴾
وقال الشاعر:
وما إنْ زالَ مقتدرًا عليها ... يُطَلِّقُها ويُمسِكُها ضرارا
ومنه الحديث المرفوع: (لا ضرر ولا ضرار). وأصله من سوء الحال في المال والبدن. قال الله سبحانه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾.
ويقال: أضررتَ بفلان، أي: أسأتَ إليه وآذيتَهُ.
والضررُ، والمضارّةُ، والضّارورةُ، كله منه.
العَظْم والعَضْم
فأما العظم، بالظاء: فعظم كل شيء من الإنس والحيوان، وجمعه: عظام.
وفي القرآن الكريم: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا﴾
1 / 22
والعظام أيضًا: جمع العظيم من جميع الأشياء.
قال الشاعر:
أيُّها الواقفُ تبكي
إن في القبرِ عِظامًا
وأما العضم، بالضاد: فهو مقبض القوس، حيث يَمسكُهُ الرَّامي بيده ليرمي. وجمعه: عضام، بالضاد.
قال الشاعر:
فوَّقَ السهمَ ولم يرِمْ به ... وعلى العضمِ من القوسِ قَبَضْ
وعضْم الفدَّان يسمى: المذراة، وهو لوح فيه حديدة تُشَقٌّ به الأرضُ، ويُذرَّى بها.
وعَسِيب البعير، وهو ذنبه، يقال له: العِضَام، بالضاد، ويقال له أيضًا: عَضْمٌ.
النّاظر والنّاضر:
فأما الناظر، بالظاء: فالنّظرُ إلى الشيء. وناظرُ العينِ منه.
ويقال للمَنْظر: ناظر، وهو مشتق من النظر.
وفي القرآن الكريم: ﴿فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾
1 / 23
و﴿فَنَاظِرَةٌ﴾ يُقرأ بالوجهين جميعًا.
قال أبو العتاهية:
وتخشى عيونَ الناسِ أن ينطروا بها ... ولم تخشَ عينَ اللهِ واللهُ ينظرُ
وفي القرآن الكريم: ﴿يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ﴾
وقال الشاعر:
نظروا إليكَ بأعينٍ مُزْوَرَّةٍ ... نَظَرَ التُّيُوسِ إلى شِفارِ الجازِرِ
وأما الناضّر، بالضاد: فهو الناعم من كل شيء.
وفي القرآن الكريم: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾
و﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾
وقال الشاعر:
وشَهِدتُ جمعهُمُ بوجهٍ ناضِرٍ ... بادي الملاحةِ والنعيمُ نضيرُ
1 / 24
وقال آخر:
أبيني لنا لا زالَ ريشُكِ ناعمًا ... ولا زلتَ ترقى غَيْنَ ناضرةٍ رطبا
والنضير، والنضار: الذهب.
الظَّلع والضَّلع
فأما الظلع، بالظاء: فهو الخمع اليسير، نحو الغمز، تقول من ذلك، ظَلَعَ يظلُع ظلْعًا، وهو ظالع، إذا خمع في مشيه خمَعًا يسيرًا.
وأم الضلع، بالضاد: فالميل عن الحق، وهو الجَوْر أيضًا، تقول: ضلع فلانٌ، إذا ظلم وجار، يضلع ضلعًا، وهو ضالع. قال الشاعر:
وتراهُ حينَ يقضي عادِلًا ... فإذا جارَ عن الحقِّ ضَلَعُ
1 / 25
الظالُّ والضال
فأما الظال، بالظاء: فهي الحال التي يكون عليها الرجل تقول: فلانٌ ظلَّ عالمًا، وظل
المريض وَجِعًا.
وفي القرآن الكريم: ﴿فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾
والظِّلُّ أيضًا: الفيء. وكل شيءٍ أَظَلَّكَ فهو ظِلٌّ، وظُلٌّ، أي: سُترةٌ.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾
وقال الشاعر:
إذا قلتُ هذا حينَ أسلو ذَكَرْتُها ... وظَلَّتْ لها نفسي تتوق وتنزعُ
وهو أيضًا: الأخْذُ في الشيء، تقول: ظل صائمًا، ونحو ذلك.
وكذلك: ظلَّ صانعًا: إذا أخَذَ في عمله نهارًا.
ولا يقال: ظلَّ ليلًا، على حالٍ.
تقولُ: ظَلِلتُ أنا أفعلُ. وظلَّ ظِلالًا. ولا يقال: ظِلالًا، إلا في النهار. كما لا يُقال: باتَ، إلا في الليل.
والظِّلُّ: لون النهار إذا زالت عنه الشمس.
تقول: أظلَّ يومُنا، يظلُّ ظِلالًا، إذا كثُر ظِلُّهُ.
والإظلالُ: الدُّنثوُّ. يُقالُ: أطَلَّ فلانٌ فلانًا، إذا دنا منه. وأصله: قرب ظِلُّ هذا من ظلِّ هذا.
1 / 26
والضالُّ، بالضاد: فهو ضد المهتدي.
والضال: الجائر عن الطرق في مقصده.
تقول: ضَلَّ فلانٌ، يضلُّ ضّلالًا، وأضلَّه اللهُ، يّضِلُّهُ إضلالًا.
وقد ضَلِلْتُ عن الطريق، بكسر اللام. وكذلك: ضلَّ الشيءُ، إذا ذهب.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ﴾
والضال، بتخفيف اللام: عظام السِّدر البرِّيّ. قال الشاعر:
وقدْ نَعَبَ الغرابُ بصوتِ حقٍّ ... بحيث الهامُ في غَيْضٍ وضالِ
والغيضُ: ما التفَّ من الشجر.
الظمآن والضمان
فأما الظمآن، بالظاء والهمزة: فهو العطشان، والاسم منه: الظمأ، مهموز.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا﴾
وقال الشاعر:
وللهائمِ الظّمآنِ ريٌّ بريقِها ... وللمُدنفِ المشتاقِ خَمرٌ وسكَّرُ
1 / 27
وأما الضَّمان، بالضاد، وهو غير مهموز: فالكفالة بالشيء، والضّامِن: الزعيمُ.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ﴾ أي: ضامنٌ، وكفيلٌ.
الظَّهْرُ والضَّهْرُ
فأما الظهر، بالظاء: فضد البَطْن، من كلِّ شيءٍ.
وفي القرآن الكريم: ﴿الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾
والظاهر من الأمور ضد الخفي.
وفي القرآن الكريم: ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ﴾
وقال الشاعر:
فإن تكن الدُّنيا عليَّ تقلَّبَت ... ببطنِ فللدّنيا بطُونٌ وأظهرُ
والظِّهارُ: المُظاهِر من زوجه، الحالف عليها بالظِّهار.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ﴾ والظهيرة: وقت الزوال. ومنه: صلاة الظهر.
وفي القرآن الكريم: ﴿وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾
1 / 28
والظهير: الذي يعينُ في الأمر، إذا اشتدَّ وصَعُبَ.
وأما الضهر، بالضاد: فهو ضهر الجبل،. وقال: هي حافةٌ تكونُ في الجبل مخالفةً لجميعه بحمرةٍ أو سوادٍ، وغير ذلكَ. وأنشدَ:
سموتُ ضهْر الجبلِ المخالفِ
لخلقةِ الطّود المنيفِ الهادِفِ
المَظُّ والمَضُ
فأماالمظ، بالظاء: فالرمان البري. وقال بعضهم: هو نبْتٌ. وقال الشاعر:
سفرجلٌ وفرسكٌ ومظُّ
فواكِهٌ رمّانهنَّ مظُّ
وأما المض، بالضاد: فهو مأخوذٌ من الحُرْقَةِ، من قرْحٍ أو جراحٍ أو داءٍ يأخذه.
تقول: مضَّه الشيء مضَّاُ. وكذلك: أرمَضَني.
1 / 29
البظُّ والبضُّ
فأما البظ، بالظاء: فمن اللهو، وهو مصدرُ: بَظَّ الضارب أوتاره، يبُظُّها بظًا، إذا حرّكها ليضرب بها. وأنشد:
وترى القَيْنةَ في مَحفلِها ... بَظَّةُ العودِ بمضرابِ الضَّرِبِ
وأما البض، بالضاد: فالوجه الناعم، الرقيق البشرة، من الرجال والنساء. وأنشد:
يا رُبَّ خَوْدِ بَضَّةٍ وليدَه
ناعمةٍ خَرْعُوبَةٍ خَريدَه
والفعل منه: بضَّت المرأة، تبضُّ بضًّا. وقد بضَضتِ يا امرأة، أي: صِرتِ بَضَّةً.
والبضُّ أيضًا: مصدر بضَّ الماءُ يبضُّ بضًا، إذا سال سيلًا ضغيفًا. وضَبَّ يَضِّبُّ ضبًا، وهو من المقلوب.
قال الشاعر:
ترى المياهَ سيْلُها يبضُّ
كدمعةِ تَقطِرُ أو ترفَضُّ
1 / 30
الظَّيَّان والضَّيَّان
فأما الظيان، بفتح الظاء وتشديدها، وتشديد الياء: فالياسمون ويقال الياسمين البري. كذلك قال أبو عُبيد في المصنّف، وأنشد:
وفي الغِياضِ نَواوِيرٌ مضاهيةٌ ... نوْرَ الرِّياضِ من الظَّيَّان والوردِ
وأما الضّأن، بالضاد والهمز: فجمع الغنم من الأكباش، والأنثى يُقالُ لها الضائنة.
وفي القرآن: ﴿مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ﴾ يريد ذكرًا وأنثى.
وقال الشاعر:
فتراهم في ربيعٍ دائمٍ ... نَقَدُ الضّأنِ وألبانُ الإبلْ
والنقدُ: الخراف.
وإنما ذكرنا الظيان مع الضأن، لأن الهمزة التي في الضَأن تعاقبٌ للياء التي في الظيان تقاربًا واستواءً.
العَظْلُ والعضْلُ
فأما العظل، بالظاء: فالملازمة في السفاد، وهو مصدر الاسم.
1 / 31