معنى الحياة: مقدمة قصيرة جدا
معنى الحياة: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
وتأسيسا على هذه النظرية، ما نحن إلا حيوانات تجيد التأليف لنفسها، فلا نحتاج لتلك الفكرة التجريدية التي تعرف باسم الحياة لتكتب لنا قصصنا. فمن منظور نيتشه أو أوسكار وايلد، يمكننا جميعا - فقط لو امتلكنا الجرأة - أن نكون فناني أنفسنا البارعين؛ قطعة صلصال في أيدينا في انتظار تشكيل أنفسنا في شكل فريد إلى حد الإتقان. وأنا أعتبر أن الحكمة التقليدية في هذا الشأن هي أن معنى الحياة لا يشكل مقدما، وإنما يبنى؛ وأن كل واحد منا يمكنه أن يفعل ذلك بطرق مختلفة تماما. لا شك أن هناك قدرا كبيرا من الحقيقة في تلك المسألة؛ ولكن لأنها أيضا مسألة مملة وعديمة الإثارة، فإنني أود أن أجعلها محل تركيز بالغ في هذه الصفحات. ومن ثم فإن جزءا من هذا الكتاب سوف يخصص لفحص هذه الرؤية لمعنى الحياة باعتبارها مشروعا خاصا من نوع ما، لكي نرى إلى أي مدى يمكن لهذه الرؤية أن تصمد.
هوامش
الفصل الثاني
إشكالية المعنى
إن سؤال «ما معنى الحياة؟» هو واحد من تلك الأسئلة النادرة التي تمثل كل كلمة فيها إشكالية في حد ذاتها، وهذا يشمل حتى الكلمة الأولى منه، نظرا لأن معنى الحياة بالنسبة لملايين لا تحصى من ذوي الإيمان الديني لا يتجلى في شيء وإنما في شخص. فربما كان أحد النازيين المخلصين ليتفق مع ذلك بأسلوبه الخاص، من خلال إيجاد معنى الحياة في شخص أدولف هتلر. وقد لا يتجلى لنا معنى الحياة إلا مع نهاية العالم، في شكل مسيح يبدو أنه يأخذ وقته في الوصول. أو قد يتحول الكون إلى ذرة في ظفر إبهام عملاق كوني.
غير أن الكلمة المثيرة للجدل بحق هي كلمة «معنى». فنحن نميل هذه الأيام للاعتقاد بأن معنى أية كلمة يتمثل في استخدامها في شكل معين من أشكال الحياة؛ ولكن كلمة «معنى» في حد ذاتها لها مجموعة كاملة من مثل هذه الاستخدامات، فيما يلي بعض منها:
إن كلمة
تعني «سمك» (وهي تختلف عن الكلمة الإنجليزية
والتي تعني سم).
هل كنت تعتزم خنقه؟
صفحه نامشخص