ابوالعلاء معری، طوفان عصرها
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
ژانرها
لو قال سيد غضا بعثت بملة
من عند ربي، قال بعضهم: نعم
إذا نظرنا إلى «الظاهر» أيقنا أن الشيخ الإمام غضبان، حردان على الدنيا وبنيها، فألقى قنابل محشوة غازات وسموما على مدينة المثل العليا فأصابت الجميع:
قد ترامت إلى الفساد البرايا
واستوت في الضلالة الأديان
أنا أعمى، فكيف أهدى إلى المن
هج والناس كلهم عميان
قرأت في هذه الأشهر كل ما أملاه الإمام وأخرجته المطابع، وتتبعت آثاره في هوي «لزومياته»، وتسلقت قمم «رسائله» متلمسا النور من «سقط زنده» و«ضوء سقطه» لعلي أدرك بعض «غاياته»، وأشهد تمثيل «فصوله»، فكنت كمن يستنير بالحباحب. رأيتني في يهماء تكذب فيها العين والأذن.
رأيت، بادئ ذي بدء، رجلا يقودني إلى حيث لا يدري ولا أدري، فلم أجد أكفأ من كلمة ذلك الوزير الذي زاره فقال له: ما هذا الذي يرويه الناس عنك؟ فأجابه: قوم حسدوني فكذبوا علي. فسأله الوزير: وعلام حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟ فأجاب المعري: والآخرة ...
وأطرق منطويا على نفسه، بل على سره الذي كان من كتمانه في جهد جهيد.
صفحه نامشخص