604 كم شد من حجر لمسغبة وكم
أضحى على اللزبات ذا إدمان
605
يغدو خميص البطن يعلم أنه
لا فخر للمتنعم المبطان
606
ما كان مدخرا من الأقوات ما
قد كان في يوم ليوم ثان
607
كلا ولم يك عنده من آلة ال
دنيا وبسط متاعها زوجان
608
ويمثل الدنيا كقائل دوحة
ومضى وخلفها بغير تواني
609
إن كان أبيات النبي لتسعة
يمضي عليها الشهر والشهران
610
ما إن يرى للخير في أكنافها
والطبخ من لهب ومن وقدان
611
بالأسودين الماء والتمر اجتزوا
عن ناعم العيش الزهيد الفاني
612
والليف حشو وساده وقميصه
من أغلظ المنسوج في الأقطان
613
وقضى بلال دينه ثم انثنى
ولديه بعد الدين ديناران
614
فثوى بمسجده إلى أن فرقا
يومين لا يأوي إلى نسوان
615
ولقد مضى وعلى شعير درعه
مروهونة لتعذر الأثمان
616
وهو الكريم الطاهر المحفوظ من
ميلاده من نظرة الختان
617
وعلى الطهارة والصيانة لم يزل
حتى أتاه أشرف الأديان
618
لم تبد عورته لزوج أو لما
ملكت يمين من كمال صيان
619
وإذا تخلى لا يرى من بعده
أثر لما يبدو من الإنسان
620
كان الوضوء لكل وقت دأبه
لم يجتمع لوضوئه وقتان
621
رغبا إلى نور على نور سوى
صلوات يوم الفتح والإمكان
622
كملت طهارته وتم ركوعه
وسجوده في الأرض ذي الأركان
623
وزكت محامده وطال قنوته
حتى التوى وتورم القدمان
624
ويظل طول الليل يقرأ آية
متدبرا فيها غموض معاني
625
يتلو بترتيل بصوت طيب
عذب شج بقراءة القرآن
صفحه ۲۹