فصلٌ
لما ظهر فضلُ آدمَ على الخلائق بسجود الملائكة له، وبتعليمه [أسماء] كلِّ شيء، وسكَنَ هو وزوجتُه الجنة، ظهر الحسدُ من إبليس، وسعى في الأذى، فما زال يحتال على آدمَ، حَتَّى تسبب في إخراجه من الجنة، وما فهم أنّ آدمَ إذا خرج منها، كملَتْ فضائله، ثم عاد إليها أكملَ من حاله الأول.
إنما أهلك إبليسَ العُجبُ بنفسه، ولذلك قَالَ: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾، وإنما كملت فضائلُ آدمَ باعترافه على نفسه ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا﴾ [الأعراف: ٢٣].
قَالَ بعض السلف: آدمُ خرجَ من الجنة بذنبٍ واحد، وأنتم تعملون الذنوب، وتُكثرون منها، وتريدون أن تدخلوا الجنة؟!
تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلَى الذُّنُوبِ وَتَرْتَجِي ... دَرَجَ الجِنَانِ بِهَا وَفَوْزَ العَابِدِ
وَنَسِيتَ أَنَّ الله أَخْرَجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلَى الدُّنْيا بِذَنْبٍ وَاحِدِ
1 / 66