وهذا كلُّه يدلُّ على أن شهر ذي الحجة أفضلُ الأشهر الحرام.
العَشْرُ أَوْقَاتُ الإِجَابَهْ ... فَبَادِرُوا رَغْبَةً تَلْحَقُوا ثَوَابَه
أَوْقَاتُ العَشْرِ حَقًّا فَشَمِّر ... وَاطْلُبَنْ فِيهَا الإِنَابَهْ
إخواني! احذروا المعاصي؛ فإنها تحرِمُ المغفرةَ في مواسم الرحمة، إخوانُكم في هذه الأيام قد عقدوا (١) الإحرام، وقصدوا البيتَ الحرام، وملؤوا الفضاء بالتلبية والتكبير والتهليل والتحميد والإعظام، لقد ساروا وقعدنا، وقربوا وبعدنا، فإن كان لنا معهم نصيبٌ سعدنا.
يا سَائِرِينَ إِلَى البَيْتِ العَتِيقِ لَقَدْ ... سِرْتُمْ جُسُومًا وَسِرْنَا نَحْنُ أَرْوَاحَا
إِنَّا أَقَمْنَا عَلَى عُذْرٍ وَقَدْ رَحَلُوا ... وَمَنْ أَقَامَ عَلَى عُذْرٍ كَمَنْ رَاحَا
الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض، إلا ولها قيمة، والمبادرة بالعمل.
عن ابن عباسٍ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله ﷺ: "ما مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ أَحَبُّ فِيهَا إِلَى الله ﷿ مِنْ هذهِ الأَيَّامِ" -يعني: أيام العشر-، قَالَوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟!
_________
= للهيثمي)، قال الهيثمي: وإسناده حسن، ورجاله ثقات.
(١) في الأصل: "قعدوا".
1 / 44