ـ[معاني القراءات للأزهري]ـ
المؤلف: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: ٣٧٠هـ)
الناشر: مركز البحوث في كلية الآداب - جامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية
الطبعة: الأولى، ١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
عدد الأجزاء: ٣
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أعده للشاملة: أبو إبراهيم حسانين
* * * * * * * * *
تنبيه:
يؤخذ على المؤلف ﵀ تخطئته لبعض القراءات المتواترة ونسبة الوَهْمِ إلى بعض القُرَّاءِ في بعض المواضع
وهذا أمر لا نقرُّهُ عليه، ومن خطَّأَ قراءةً متواترةً فهو المخطئ
كما قال السَّمينُ الحلبي ﵀
أما محاسن الكتاب فقد فاقت الحصر أتركها للقارئ يتنزه في روضاتها.
* * * * * * * * *
يوجد سقط في أصل المخطوط.
من قوله تعالى في سورة يونس ﵇ (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥) .
إلى قوله تعالى في سورة يوسف ﵇ (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢) .
ومن الممكن الرجوع إلى كتب تغطي هذا الجانب مثل معاني القرآن وإعرابه للزجاج، والحجة لأبي علي الفارسي، وحجة القراءات لابن زنجلة،
والحجة في القراءات السبع لابن خالويه
والدر المصون للسَّمين الحلبي.
وتميمًا للفائدة فقد جَبَرْتُ هذا النقص بإكماله من كتاب حجة القراءات للإمام ابْنِ زَنْجَلَةَ ﵀ فهو أنسبها لموضوع الكتاب من عدَّة وجوه من أهمها أنه يعزو القراءات إلى أصحابها ويذكر حجتها مع (الإيجاز) ومن ثَمَّ يتم المحافظة على موافقة ترقيم الكتاب للنسخة المطبوعة. اهـ
(مصحح النسخة الإلكترونية) .
1 / 90
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المصنف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
روى أبو سعيد محمد بن علي - أسعده الله - قال: قرأت على
الشيخ الفاضل أبي منصور بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح بن أزهر
بن نوح بن حاتم بن سعيد بن عبد الرحمن بن المرزبان الهروي بهراة:
الحمد لله الذي يسَّر القرآن للتلاوة والذكر، كما هدى به من الضلالة
والكفر، وحسم بمعجز آياتِهِ وعجائب حكمَته أطماعَ الملحِدين، كما نَوَّر
بمُحكم تَنزيله قُلوبَ المؤمنين، وجعل نبيه المصطفى، وأمِينَهُ المجتبَى
ْلإيضاح ما احتاج إليه الأمة من بيانه، الذي نفى به تحريف المبْطِلين،
وتأوِيلات المفتَرِين، وأسألُ اللهَ ذا المنِّ والطولِ أن يُصلَي على محمد
عبده ورسوله، وعلى آله الطيبين أطيب الصلوات وأزكاها، كما صَلى
على خَلِيله إبراهيم إنه حميد مجيد.
قال الله جلَّ وعزَّ: ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾
ومعنى يسرنا: سَهَّلنا.
وجاء في التفسير أنَ كُتُبَ أهْلِ الأديان مثل
1 / 91
التوراة والإنجيل والزبور إنما يتلوها أهْلها نَظرًا، ولايحفظونه
منهم كَأن يَسرُدُهَا عن ظهر قلبه سَرْدًا، ولأنهم لا يكادون
يحفظونها من أولها إلى آخرها كما أنزل اللهَ حفظا، كما يحفظ هذه الأمة
القرآن، ومن عجيب تيسير الله القرآن إجراؤه بحفظه من لم ينزل بلسانه،
ومن لا يفهم معانيه، كما يحفظ من نزل بلسانه ويفهم تأويله، ويحفظ
الأمي الذي لا يكتب ولا يتلو الكتب، والقارئ الرَّيِّضُ، والصغير
والكبير، والعرب والفصيح والألكَنُ.
1 / 92
(أسانيد القراء)
أسانيد قراءة ابن كثير
إنه قرأ على وهب بن واضح، قال: وأخبرني وهب أنه
قرأ على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأخبره إسماعيل أنه
1 / 94
قرأ على شعبل بن عباد، ومعروف بن مسكان، وأخبره أنهما قرآ
على عبد الله بن كثير.
قال أبو بكر: وأخبرني مضر بن محمد الأسدي، قال: حدثني
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزّة
قال: قرأت على عكرمة بن سليمان الحجبي، قال: أخبرني أنه قرأ
على شبل بن عباد، وعلى إسماعيل بن عبد الله القط، وأخبراه أنهما قرآ
على عبد الله بن كثير.
1 / 95
قال أبو بكر: وأخبرني أحمد بن زهير بن حرب وإدريس بن
عبد الكريم قالا: حدثنا عييد بن عقيل قال: سألت شبل بن عبد
فحدثني بقراءة أهل مكة وهي قراءة ابن كثير.
قال: وحدثتي مضر بن محمد قال: حدثتا حامد بن يحيى
البلخي قال: حدثنا حسن بن محمد بن عبيد الله أن هذه قراءة
1 / 96
أخذها عن شبل بن عباد، وقرأ شبل علي محمد بن عبد الله بن
محيصن، وعلى عبد الله بن كثير المكي، وذكر أنهما عرضا على
درباس، قال أبو بكر: هكذا قال محمد بن عبد الله بن محيصن
والناس يقولون: محمد بن عبد الرحمن ابن محيصن.
أسانيد قراءة عاصم:
قال أبو بكر: وأما قراءة عاصم بن بهدلة فإن عبد الله بن محمد بن
شاكر أخبرني عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن
عاصم من أول القرآن إلى خاتمة الكهف.
1 / 97
وأخبرني إبراهيم بن أحمد الوكيعي عن أبيه عن يحيى بن
آدم عَن أبي بكر عن عاصم بذلك من أول القرآن إلى آخره.
قال: وحدثني محمد بن الجهم عن أبي توبة عن
الكسائي عن أبي بكر عن عاصم.
قال: وحدثني الكسائي محمد بن يحيى عن أبي الحارث عن
أبي عمارة عن حفص عن عاصم.
1 / 98
قال: وحدثني أبو بكر وهيب بن عبد الله المروزي، قال: حدثنا
الحسن بن المبارك الأنماطي، ويعرف بابن اليتيم، قال: حدثنا
أبو حفص عمرو بن الصباح بن صبيح، قال: رويت هذه القراءة عن أبي
عمر البزار، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي، قال: قرأت على
عاصم بن أبي النجود.
وذكر حفص أنه لم يخالف عاصما في حرف من كتاب الله إلا في قوله:
"من ضُعف) .
قال: وحدثني أحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن حيَّان عن
1 / 99
محمد بن يحيى القطعي عن أبي زيد النحوي عن المفضل
عن عاصم، قال: حدثني محمد بن حيان من أول القرآن
إلى آخر سورة آل عمران.
وحدَثني الخزاز من أول النساء إلى آخر القرآن.
قال أبو بكر: وذكرت ما روى غير هؤلاء، عن عاصم في المواضع
التي رَوَيتُ عن الذي رواه وأوصَلهُ إليَّ كَحَمَاد بن سلمة، وضحاك بن
ميمون، وشيبان النحوي، وغيرهم ممن روى عنه الحرف
1 / 100
والحرفين وأكثر في مواضعها إذا خالفوا غيرهم.
* * *
أسانيد قراءة حمزة
قال أبو بكر: وأما قراءة حمزة بن حبيب فإني قرأت بها على
عبد الرحمن بن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر،
وأخبرني أبو عمر أنه قرأ على سليم، وأخبره سليم أنه قرأ على
حمزة.
قال: وما أتى من رواية غير سليم عن حمزة مما يخالف رواية سليم
فقد ذكرته في مواضعه.
* * *
أسانيد قراءة الكسائي:
قال: وما كان من قراءة الكسائي فإني قرأت بها غير مرة القرآن
على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عمر، وقرأ أبو عمر
1 / 101
على الكسائي.
قال: وأخبرني أحمد بن يحيى النحوي عن سلمة عن أبي
الحارث عن الكسائي.
* * *
أسانيد قراءة أبي عمرو:
قال أبو بكر: وأما قراءة أبي عمرو بن العلاء فإني قرأت بها على
جماعة ممن قرأ على أبي أيوب سليمان الخياط، وقرأ أبو أيوب على
يحيى بن المبارك اليزيدي.
قال: وقرأت بها على ابن عبدوس القرآن مرات.
وأخبرني أنه قرأ
1 / 102
على أبي عُمره وقرأ أبو عمر على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على
أبي عمرو.
قال: وأخبرني عبيد الله بن علي الهاشمي عن نصر بن
علي عن أبيه عن أبي عمرو.
قال: وأخبرني أبو حاتم الرازي في كتابه إليَّ عن أبي زيد عن
أبي عمرو.
قال: وأخبرني ابن أبي خيثمة عن أبيه عن يونس المؤدّب
1 / 103
عن هارون عن أبي عمرو.
قال: وحدثني أحمد بن يوسف عن أبي عبيد عن
شجاع عن أبي عمرو.
قال: وأخبرني علي بن موسى بن حمزة عن أبي شعيب
السوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو.
قال: وأخبرني أبو جعفر حموية بن يونس الإمام الغزويني،
1 / 104
قال: حدثنا أحمد بن عيسى المعروف بزنجة: قال: أخبرنا
محمد بن هارون أبو عبد الرحمن النيسابوري، قال: حدثنا أبو معاذ
الفضل بن خالد عن خارجة ابن مصعب عن أبي عمرو بالقراءة.
* * *
أسانيد قراءة ابن عامر:
قال أبو بكر: وَمَا كَان من قراءة عبد الله بن عامر فإن أحمد بن
يوسف التغلبي أخبرنا بقراءته عن عبد الله بن ذكوان الدمشقي،
قال: قرأت على أيوب بن أبي تميم القارئ التميمي، وأخبرني أيوب
1 / 105
أنه قرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وأن يحيى قرأ على
عبد الله بن عامر.
قال أبو بكر: وأخبرني أحمد بن محمد بن بكر، قال: حدثنا
هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: سألت
يحيى ابن الحارث.
قال أبو بكر: وأخبرني أحمد بن محمد بن بكر قال: حدثنا هشام بن
1 / 106
عمار عن عراك بن خالد بن يزيد بن صالح، قال: سمعت يحيى بن
الحارث قال: قرأت على ابن عامر هذه الحروف، وقال: هي قراءة أهل
الشام.
1 / 107
القراءة في سورة فاتحة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قول الله جلَّ وعزَّ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)
اتفق القراءُ على ضم الدال من قوله: (الحمدُ لله)، وكسر اللام من
(لله)، وكَسر الباء من (رَبِّ الْعَالَمِينَ) .
فـ (الحَمدُ) رفع على الابتداء، وخبر الابتداء اللام من (لِلهِ)،
وهذه القراءة هي المأثورة.
وقد قرأ بعضهم: (الحَمدَ لِلهِ)، وليس بمختار؛ لأن المصادر
تُنصَب إذا كانت غير مضافة، وليس فيها ألف ولام، كقولك: حَمدًا،
وشُكرًا، أي: أحمدُ وأشكُر.
وهذا قول أبي العباس أحمد بن يحيى فيما أخبرني عنه أبو الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري العدلُ.
1 / 108
قوله جلَّ وعزَّ: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) .
قرأ (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن
عامر، وحمزة بن حبيب.
وقرأ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) عاصم، والكسائي، ويعقوب الحضرمي،
قال الأزهري: مَن قرأ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فمعناه: أنه ذو المِلْكَةِ في
يوم الدين.
وقيل: معناه أنه مالِك الملك يوم الدين.
وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: اختار أبو عبيد - (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قال: والفراء ذهب إليه.
قال: واختار الكسائي (مَالِكِ) ثم قال: (ناخِرةً) و(نَخرةً) يجوز هذا وهذا. قال: واعتل أبو عبيد بأن الإسناد فيها أقَوى، وَمَنْ قَرَأَ بها من أهل العِلم أكثر، وهي في المعنى أصح. .
ويقوي هذه القراءة قوله جلَّ وعزَّ: (فَتَعَالى اللهُ المَلكُ الحَق)،
وقوله: (قُل أعُوذُ برَب الناس، مَلك الناس)،
قالَ: وفيه وجه ثالث يقويه، وهو قوله ﵎:
(لِمَن المُلكُ اليَومَ) .
وإنما اسم المصدر من الملِك: المِلك، يقال: مَلِك عظيمُ المِلك.
1 / 109
قال: والاسم من المالك: المُلْك. قال: ومما يزيده قوة أن الملِكَ
لا يكون إلا مالكًا، وقد يكون مالكا وليس بِمَلك وهو أتمُّ الوجهين.
قال أبو العباس: والذي أختارُ (مالك) لأَن كل من يملك فهو مالك،
لأنه بتأويل الفعل (مالك الدراهم) و(مالك الثوب) و(مالك يوم الدين "
الذي يملك إقامة يوم الدين.
ومنه قوله: (مالِكُ الملك) .
قال: وأمَّا "مَلِك الناسِ" و(سيد الناس) و(رَب النَاسِ)،
فإنه أراد: أفضل من هؤلاء، ولم يرد: يملك هؤلاء.
وقد قالوا: (مالك الملك) .
ألا ترى أنه جعله مالكًا لكل شيء، فهذا يدل على الفعل.
قال أبو العباس: فكلا الوجهين حَسَن، له مذهب صحيح.
قال أبو منصور: القراءتان كلتاهما ثابت بالسنة، غير أن
(مالك) أحَبُّ إليَّ؛ لأنه أتم.
* * *
قوله جلَّ وعزَّ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)
قرأ بالصاد ابن كثير، واتفق معَه نافع، وأبو عمرو،
وابن عامر، وعاصم،، والكسائي.
وقرأ حمزة بين الصاد والزاي،
1 / 110