(أَنْت بَين اثْنَتَيْنِ يَا نجل يَعْقُوب ... وكِلتاهمَا مَقرُّ السِّيادهْ)
(لَستَ تنفكُّ رَاكِبًا أيْرَ عَبدٍ ... مُسبطِرًّا أَو حَامِلا خُفَّ غادهْ)
(أيُّ ماءٍ لحرِّ وَجهَكَ يَبقى ... بَينَ ذلِّ البغَا وذل القيادة) // الْخَفِيف //
وَلما أنْشد أَبُو تَمام أَبَا دلف الْعجلِيّ قصيدته البائية الَّتِي أَولهَا
(على مثلهَا من أَربع وملاعب ... أُذِيلتْ مَصونْاتُ الدُّموع السواكب) // الطَّوِيل //
استحسنها وَأَعْطَاهُ خمسين ألف دِرْهَم وَقَالَ وَالله إِنَّهَا لدوّنَ شعرك ثمَّ قَالَ وَالله مَا مثل هَذَا القَوْل فِي الْحسن إِلَّا مَا رثيت بِهِ مُحَمَّد بن حميد الطوسي فَقَالَ أَبُو تَمام وَأي ذَلِك أَرَادَ الْأَمِير قَالَ قصيدتك الرائية الَّتِي أَولهَا
(كَذَا فليجل الْخطب وليفدح الْأَمر ... وَلَيْسَ لعين لم يفض مَاؤُهَا عذر) // الطَّوِيل //
وددت وَالله أَنَّهَا لَك فيَّ فَقَالَ بل أفدي الْأَمِير بنفسي وَأَهلي وأكون الْمُقدم قبله فَقَالَ إِنَّه لم يمت من رثي بِهَذَا الشّعْر
وَحدث الرياشي قَالَ كَانَ خَالِد الْكَاتِب مغرمًا بالغلمان المرد ينْفق عَلَيْهِم كل مَا يُفِيد فهوى غُلَاما يُقَال لَهُ عبد الله وَكَانَ أَبُو تَمام الطَّائِي يهواه أَيْضا فَقَالَ فِيهِ خَالِد
(قَضيبُ بَان جنَاهُ وَرْدُ ... يحملهُ وَجْنةٌ وَخَدُّ)
(أثْنِ طرْفِي إلَيهِ إِلاَّ ... مَاتَ عَزَاءٌ وَعاشَ وَجْدُ)
(مُلِّكَ طوْعَ النفوسِ حَتَّى ... عَلمه الزَّهوَ حِين يَبْدو)
(فَاجْتمع الصدُّ فِيه حَتَّى ... لَيْسَ لخلقٍ سواهُ صد) // من مخلع الْبَسِيط //
وَبلغ أَبَا تَمام ذَلِك فَقَالَ فِيهِ أبياتًا مِنْهَا قَوْله
1 / 40