٥ - (وقَبْر حَرْبٍ بِمكَانٍ قَفْرِ ... ولَيْس قُرْبَ قبر حَرْب قبر)
الْبَيْت من الرجز وَلَا يعرف قَائِله وَيُقَال أَنه من شعر الْجِنّ قَالُوهُ فِي حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس لما قَتَلُوهُ بثأر حيةٍ مِنْهُم قَتلهَا القفل الَّذِي كَانَ فِيهِ وَدفن ببادية بعيدَة وَكَانَ حربٌ الْمَذْكُور مصافيًا لمرداس السّلمِيّ أبي الْعَبَّاس الصَّحَابِيّ فَقَتَلَهُمَا الْجِنّ جَمِيعًا وَهَذَا شَيْء قد ذكرته الروَاة فِي أَخْبَارهَا وَالْعرب فِي أشعارها
ذكر أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ أَن حَرْب بن أُميَّة لما انْصَرف من حَرْب عكاظ هُوَ وإخواته مر بالقرية وَهِي إِذْ ذَاك غيضة شجر ملتف لَا يرام فَقَالَ لَهُ مرداس بن أبي عَامر أما ترى هَذَا الْموضع قَالَ بلَى فَمَا لَهُ قَالَ نعم المزدرع هُوَ فَهَل لَك أَن تكون شَرِيكي فِيهِ ونحرق هَذِه الغيضة ثمَّ نزرعه بعد ذَلِك قَالَ نعم فأضرما النَّار فِي الغيضة فَلَمَّا استطارت وَعلا لهبها سمع من الغيضة أنينٌ وضجيج كثير ثمَّ ظَهرت مِنْهَا حياتٌ بيض تطير حَتَّى قطعتها وَخرجت مِنْهَا فَقَالَ مرداس فِي ذَلِك
(إِنِّي انْتَخَبْتُ لَهَا حَرْبًا وإِخوَتَهُ ... إنِّي بحبلٍ وَثيقِ العْهَدْ دسَّاسُ)
(إِنِّي أُقوِّمُ قبل الأَمرِ حُجَّتَهُ ... كَيما يُقَال وَلِيّ الْأَمر مرداس) // الْبَسِيط //
قَالَ فَسَمِعُوا هاتفًا يَقُول لما احترقت الغيضة
(وَيلٌ لحرْبٍ فارِسَا ... مُطاعِنًا مُخالسَا)
(وَيلٌ لحرْبٍ فارِسَا ... إِذْ لبِسُوا القوانسَا)
(لنَقْتُلَنْ بقَتلهِ ... جَحاجِحًا عنَابِسَا) // من مجزوء الرجز //
وَلم يلبث حَرْب ابْن أُميَّة ومرداس أَن مَاتَا فَأَما مرداس فَدفن بالقرية ثمَّ ادَّعَاهَا بعد ذَلِك كُلَيْب بن عَمْرو السّلمِيّ ثمَّ الظفري فَقَالَ فِي ذَلِك عَبَّاس بن مرداس
1 / 34