86

واستمر المملوك قائلا: لن يخرج بها أحد غيري، لن أسمح لأحد أيا كان أن يأخذها.

ووقف في سبيل عمر بك متحديا.

فقال عمر بك في هدوء: وماذا تفعل؟

فقال الفتى مهددا: تكون لمن يبقى حيا منا. وجرد سيفه وارتد إلى الوراء مستعدا للمنازلة. فهم عمر بك أن يجرد سيفه هو الآخر، ولكنه تردد بعد لحظة، فإنه أحس لأول مرة في حياته أنه غير مستعد للمنازلة. وماذا يفيده إذا أغمد سيفه في صدر مملوك بائس مثل هذا؟ ثم خطرت له خاطرة في مثل لمح البصر، واتجه إلى الفتى قائلا في صوت خافت: سأتنازل لك عن الفتاة إذا عرفت من أنت.

فقال الفتى ساخرا: وماذا تريد مني؟

فقال عمر بك في نغمة سخرية: لعلنا نتلاقى مرة أخرى. فقهقه الفتى ورد سيفه إلى غمده قائلا: لك أن تختار وقتك يا سيدي.

فقال عمر بك: أما تخبرني من أنت؟

فقال متحديا: حسين مملوك عثمان بك.

فرفع عمر بك حاجبه مندهشا وقال: عثمان بك؟ والجارية لك أنت؟

فقال الفتى: وهل هذا يهمك؟

صفحه نامشخص