ثم أورد الأخ سليمان ص21 آيات من سورة الفتح والحديد في فضل الصحابة وقد سبق أن بينا أنها نزلت قبل إسلام الطلقاء الذين خصص كتابه في الدفاع عنهم ويحسن هنا أن أنقل للقاريء الكريم كل الآيات التي يستدل بها هؤلاء الأخوة في الثناء على الطلقاء وهي كلها بلا استثناء لا تشملهم وإنما نزلت في المهاجرين والأنصار ومن في حكمهم ممن اسلم في العهد المكي وبقي على الإسلام ولو أن كتاب الصحبة والصحابة متوفر في المكتبات لما نقلتها، فإليكم هذه الآيات مع تفسيرها:
النص الأول: من النصوص القرآنية:
وهذا النص له ميزة كونه من آخر ما نزل في موضوع الصحابة الذين كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو: قوله تعالى: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم)[13].
ووجه الدلالة هنا أن غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة بعد العودة من حصار الطائف وكان عدد جيش المسلمين فيها ثلاثين ألفا على أرجح الروايات، كان المهاجرون والأنصار فيهم قلة، ومع ذلك لم يأت الثناء إلا على المهاجرين والأنصار كما هو واضح في الآية الكريمة من سورة التوبة التي هي آخر سور القرآن الكريم نزولا[14].
والسؤال: لماذا لم يخبرنا الله عز وجل أنه قد تاب على كل جيش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم تبوك؟! لماذا لم يقل الله عز وجل (لقد تاب الله على النبي والذين آمنوا الذين اتبعوه في ساعة العسرة..)؟! أو (... على النبي والمؤمنين...)؟!
صفحه ۲۲