- ما رواه ابن عساكر (35/271) بسند مرسل صحيح عن الحسن البصري قال (كان بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد كلام، فقال (دعوا لي أصحابي.. الحديث)
إذن فهذه القصة ثابتة حديثيا للأسانيد السابقة ولتجوز المحدثين في رواية الحديث مختصرا.
وقد روى القصة أصحاب السير والمغازي ومنهم الواقدي في المغازي (3/880) رواه بسند صحيح عن سلمة بن الأكوع، والواقدي مختلف فيه وقد وثقه عشرة من المحدثين وهو إمام في المغازي وقد روى القصة والحديث[11] في حديث طويل وفيه (وأعرض رسول الله (ص) عن خالد وغضب عليه وبلغه ما صنع بعبد الرحمن، فقال: يا خالد ذروا لي أصحابي.. الحديث).
وروى الواقدي أيضا (3/881) قصة خصومة خالد وعبد الرحمن بن عوف من سند صحيح (معمر عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) فيه ذكر للمناسبة وليس فيه ذكر للحديث.
والخلاصة: أن سبب الحديث أو مناسبة الحديث التي أنكرها العلوان ثابتة وكنت أتمنى من الأخ سليمان أن يستوعب طرق الحديث قبل جزمه بأن الزيادة غير محفوظة!!
لأن هذا الكلام الذي أتى به الأخ سليمان ليس كلام المحدثين لسبب بسيط وهو أن كل الأحاديث النبوية مشهورة بلا ذكر للأسباب، فالسبب غالبا بل دائما لا يرويه إلا رجال أقل في العدد من رواة الحديث نفسه.
والأخ سليمان يقر أسبابا لبعض الأحاديث مع أننا نستطيع بمنهجه أن نثبت أنها غير محفوظة!! لأن رواة (النص) سيكونون أكثر من رواة السبب مع النص!!
الملحوظة الثانية والعشرون:
أورد الأخ سليمان ص11 أثر ابن عمر (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره).
قلت: وهذا إن صح ففيه رد على من كان يسب الصحابة الكبار من غلاة النواصب بالدرجة الأولى لأنهم الذين كانت لهم الدولة يومئذ، وقد يقصد بها عبد الله بن عمر أيضا من كان يسب أحد الخلفاء الثلاثة وخاصة عثمان.
الملحوظة الثالثة والعشرون:
صفحه ۱۳