وبنى العباس. واذا كان هذا حال بعض السنيين فهل يجوز ان يسند ذلك الى جميعهم؟ وهل تجد قوما او امة لم يكن فيهم امثال هؤلاء؟ فلا يجوز لاهل السنة مؤاخذة الشيعة على ما صدر عن بعضهم كما لا يجوز للشيعى ايضا ان يؤاخذ السنى باعمال الحجاج ومسلم بن عقبة وغيرهما من الجبابرة.
هذا ولا ريب فى ان استيلاء التتار على بغداد كان من اعظم مصائب المسلمين فى التاريخ ولكن هل كان ابتلائهم بهذه الفاجعة اعظم ام ابتلائهم بحكومة معاوية ، ومحاربته اميرالمؤمنين عليا عليه السلام؟ فما ترتب بعد على حادثة ما ترتب على افاعيل معاوية ومحاربته عليا عليه السلام من المفاسد.
قال احد كبار علماء الآلمان فى الآستانة لبعض المسلمين وفيهم احد شرفاء مكة : انه ينبغى لنا ان نقيم تمثالا من الذهب لمعاوية ابن ابى سفيان فى ميدان كذا من عاصمتنا « برلين».
قيل له لماذا؟ قال :
لانه هو الذى حول نظام الحكم الاسلامى عن قاعدته الديمقراطية الى عصبية الغلب ، ولو لا ذلك لعلم الاسلام العالم كله. ولكنا نحن الآلمان وساير شعوب اوربة عربا مسلمين. (1)
صفحه ۱۴۳