واختلفوا بعد موت الحسن العسكري ؛ فمنهم من قال أن الحسن العسكري لم يمت لأنه لو مات وليس له ولد ظاهر لخلا الزمان عن الإمام المعصوم ، وذلك غير جائز ، ومنهم من قال أنه مات لكنه سيجيء وهو المعني بكونه قائما بعد الموت ، ومنهم من قال أنه لا يجيء لكنه أوصى بالأمة إلى أخيه جعفر ، ومنهم من قال أنه أوصى إلى أخيه محمد ، ومنهم من قال أن أبا محمد مات من غير ولد ظاهر ولكنه عن حمل بعض جواريه ، وغير ذلك من الاختلافات بعد موت الحسن العسكري (1) .
وبعد موت موسى بن جعفر من الناورسية والفطحية والسمطية والطفية واليرمقية والأقمصية والتميمية (2) وغير ذلك كثير وانظر إن شئت كتاب فرق الشيعة للنوبختي فهو عاصر زمان الغيبة الصغرى ، وانظر إلى استدلالاته تجده لا يعتمد في إثبات إمامة الإمام إلا على أنه يكون من أكبر أولاد الإمام الذي قبله ، وأنه لا يمكن أن يموت الإمام ولا ولد له ، وأن الإمامة لا يجوز انتقالها إلى نسل آخر ، إذن فللإمام ولد وهو معصوم وغيبته لكذا وكذا وانظر إلى استدلال البحراني تجده يتطور في الاستدلال أكثر بواسطة بعض الأحاديث مع القواعد وهكذا تفرخت الأدلة والأحاديث .
صفحه ۶