وأما الغيبة فليست إلا هروب من الإمامية حينما مات الحسن العسكري بدون ولد فقالوا بها ؛ قال ابن بابويه : ورأيت كثيرا ممن صح عقده وثبتت على دين الله وطأته وظهرت في الله خشيته قد أحارته الغيبة وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة وأفكرته الأخبار المختلفة والآثار الواردة (1) , ومع أن ابن بابويه ألف كتابا لإثبات الغيبة وصحتها فلم يرو إلا حديثا واحدا وهو سؤال من علي بن مهزيار لأبي الحسن لا غير على حد زعمه (2) , واستدراك المحقق أن لابن بابويه روايات في غير هذا الكتاب وهي تسع روايات (3) أمر يدل على أن الشيعة الجعفرية روت روايات موضوعة لأن المؤلف ألف كتابه لإثبات صحة الغيبة كما تدل عليه مقدمته فكان الأولى ذكرها في كتابه هذا ، ولا يبعد أن تكون مختلقة عليه أو أنها كلام له فسند إلى الأئمة ، فقد قال الشهيد الأول في الذكرى : قد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه في شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند أعواز النصوص لحسن ظنهم به ، وإن فتواه كروايته (1) .
وقال المجلس الثاني في الصدوق : ينزل أكثر الأصحاب كلامه وكلام أبيه رضي الله عنهما منزلة النص المنقول والخبر المأثور (2) ، ولا يبعد أن تكون أكثر أحاديث الإمامية في الإمامة وغيرها مسندة إلى المشايخ والنواب ؛ فعن أبي علي أحمد بن إسحاق لأبي الحسن عليه السلام : من أعامل أو عمن آخذ ، وقول من أقبل ؟ فقال له : العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي ، وما قال لك عني فعني يقول ، وفي رواية فقال له : العمري وابنه ثقتان فما أديا لك عني فعني يؤديان ، وما قالا لك عني فعني يقولان ...(3) .
صفحه ۴۹