فهذه هي أعمال وشروط الإمام التي لابد أن تتوفر في الإمام حتى يقوم بعمله على أحسن وجه ، فلماذا العصمة إذن ؟ هل لحفظ الإسلام بمعنى عدم وقوع التحريف والتبديل فيه ؟ فهو محفوظ بحفظ الرواة له الثقاة العدول (1) ليصل بهم التواتر الذي يفيد العلم الضروري ، وها هو الإسلام محفوظ مع غيبة الإمام لألف ومائتين سنة أو أكثر ومن دون عصمة ، والقرآن محفوظ من قبل الله عز وجل .
ب ، ج ، د : إذا قيل للإمامية هل ما أنتم عليه الآن هو الإسلام الذي يريده الله عز وجل أم لا ؟ سيقولون بالأول فكيف عرفت الإمامية الإسلام وحفظته من دون معصوم ، إن قالوا بالأئمة قلنا أفلا تكفي عصمة النبي محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله ؟ وما الدليل على صحة الإسلام ؟ هل العصمة أم وصوله إلينا معاشر المسلمين متواترا عن بني الإسلام ؟ وهل الإسلام مرتبط بالعصمة فإذا انعدمت وغابت العصمة ضاع الإسلام وذهب ؟ وإذا كان مرتبطا بالعصمة فيجب أن لا يغيب عنا طرفة عين سواء كان سبب غيابه نحن أو لا ، وهل كلفنا الله بمعرفة الإسلام مع أنها لا تعرف إلا بالإمام المعصوم لأننا ناقصون على حد زعمكم ؟ وهل نحن قادرون على معرفة الشريعة الغراء اليوم مع عدم وجود معصوم أو اختفاءه مئات السنين بحيث انعدمت فائدة العصمة ؟ إن قلتم نستطيع ؛ فلماذا أوجبتم العصمة ؟ وإن قلتم لا ؛ فهل نحن الآن مكلفون بمعرفة الشريعة أم لا ؟ إن قلتم نعم ؛ فهل في هذا تكليف بما لا يطاق وهو قبيح ؟ وإن قلتم لا - وأنتم لن تقولوها - كفرتم .
صفحه ۲۹