مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
ژانرها
وثارت ثورة الأشرم، فأقسم ليحملن على الحجاز، فيهدم الكعبة.
ولسنا ندري صحة ما سمعناه يوما من أن «القليس» وجدت صباح أحد الأعياد مقذرة، لوثها رجل من بني فقيم نكاية بأبرهة.
فكان ذلك آخر ما استطاع أن يطيق الحبشي، فساق جيشه في العام 571 شطر الحجاز، وجعل في مقدمته الأفيال، ومنها الفيل الذائع الصيت الذي أصبح العام 571 عامه في التاريخ.
قال اليمني مستأنفا حديثه: فدبت في العرب يقظة وحمية للقتال، فخرجنا على أبرهة في طائفة يقودنا إنسان باسل سميناه «ذا نفر» تضليلا للعدو عن حقيقته، غير أن أبرهة هزمنا وأسر قائدنا، وأشهد أن الأفيال كانت شر ما راعنا من الجيش الحبشي، ولكن كلما تقدم أبرهة وجد خارجا عليه يساوره وينوشه، وآذته مصاعب الطريق ومهالكها، فلما أسر نفيل بن حبيب الخثعمي ، وهو أحد الخارجين عليه، أكرهه أن يكون له دليلا، ثم فاز من بني ثقيف في الطائف بخائن يقال له أبو رغال، تطوع لإرشاده.
وأوشك أن يبلغ مكة، ورأى جماعة من جنوده إبلا لعبد المطلب، من بني هاشم، من قريش، فأحاطوا بها واستاقوها.
وكان عبد المطلب شيخ البطحاء التي بمكة، فبعث أبرهة في طلبه، فأقبل ذا شيبة جليلة وطلعة وقور.
فامتلأت به عينا الحبشي واحتفل لقدومه، ثم قال له: إننا لم نأتكم وأنتم بغيتنا، ولكننا نريد أن نهدم هذا البيت الذي يحج إليه الناس، فخلوا بيننا وبين البيت، وأنتم آمنون على أرواحكم وأعراضكم وأموالكم.
فقال عبد المطلب: إنما جئتك طالبا رد إبلي، وقد أحاط بها جنودك واستاقوها من المرعى.
فاشمأز الحبشي وقال: كنت أعظمتك في قلبي لما رأيتك أيها الشيخ، فوجدتك غير ما حسبتك، أفيكون الخطب خطب البيت المقدس عندكم، ثم تأتيني مطالبا بشرذمة من إبل؟
فأطرق عبد المطلب وهو يقول: للبيت رب يحميه، أما الإبل فأنا صاحبها.
صفحه نامشخص