مبحث الاجتهاد والخلاف

Muhammad ibn Abd al-Wahhab d. 1206 AH
29

مبحث الاجتهاد والخلاف

مبحث الاجتهاد والخلاف

پژوهشگر

عبد الرحمن بن محمد السدحان وعبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود

شماره نسخه

الأولى

محل انتشار

الرياض

كل ما سمع، وأين ما سمعه الصديق والفاروق وغيرهما من كبار الصحابة ﵃ إلى ما رووه؟ فلم يرو عنه صديق الأمة مائة حديث، وهو لم يغب عن النبي ﷺ في شيء من مشاهده، بل صحبه من حين بعث، بل قبل البعث إلى أن توفي. فقول القائل: لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شيء عن النبي ﷺ لذكره، قول من لم يعرف سيرة القوم وأحوالهم، فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله ﷺ ويعظمونها، ويقللونها خوف الزيادة والنقص، ويحدثون بالشيء سمعوه من النبي ﷺ مرارا، ولا يصرحون بالسماع. فتلك الفتوى لا تخرج عن ستة أوجه:- أحدها: أن يكون سمعها من النبي ﷺ. الثاني: أن يكون سمعها ممن سمعها منه. الثالث: أن يكون فهمها من كتاب الله فهما خفي علينا. الرابع: أن يكون قد اتفق عليها ملؤهم، ولم ينقل إلينا إلا قول المفتي. الخامس: أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنا، أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهموها على طول الزمان، من رؤية النبي ﷺ ومشاهدة أفعاله وأحواله وسيرته، وعلى هذه التقادير يكون حجة يجب اتباعها. السادس: أن يكون فهم ما لم يرده الرسول ﷺ،

1 / 31