294

مبدأ ومعاد

المبدأ والمعاد

ویرایشگر

قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني

ویراست

الثالثة

سال انتشار

1422 - 1380ش

والثاني أيضا ظاهر البطلان لاقتران تلك الصورة بها في الخارج فبقي أن يكون تجردها عن الوضع والأين عند وجودها في العقل ويجب أن يكون في العقل غير ذات وضع وإشارة حسية وغير قابلة للتجزي وما أشبه ذلك فلم يمكن وجودها هذا الوجود في الجسم أو الجسماني.

وأيضا إذا انطبعت صورة معنوية لأمر غير منقسم كالنقطة والوحدة والجنس البسيط القاصي والفصل الأخير في مادة منقسمة ذات حدود وجهات فلا يخلو إما أن لا يكون لشيء من أجزائها التي يفرض فيها بحسب انقسام المحل نسبة إلى الشيء الواحد الذات المجرد عن المواد أو يكون ذلك لكل واحد واحد من أجزائها أو يكون لبعضها دون بعض فإن لم يكن لشيء منها نسبة إليه فهو ظاهر البطلان وكذا ما يكون النسبة لبعضها فإن البعض الذي لا نسبة له إليه مما لا دخل له في معناه. وإن كان لكل جزء منها نسبة إليه فإما أن يكون تلك النسبة إلى ذات ذلك الشيء بأسرها فليست الأجزاء أجزاء لمحل معناه بل كل منها معقول في نفسه منفرد أو يكون النسبة إلى جزئها فيكون الذات منقسمة المعنى المعقول وقد وصفناها غير منقسمة في معناه ومعقولة هذا خلف.

ومن هاهنا يتضح أن كل صورة ينطبع في مادة جسمانية لا يكون إلا مثالا لأمر جزئي منقسم ولكل جزء منها نسبة إلى جزء منها بالقوة أو بالفعل.

تنبيه اعلم أن المعنى الحدي وإن كان متكثرا في أجزاء القوام من جهة التمام فله جهة وحدة طبيعية فلم ينقسم بحسبها فلم يحل في مادة منقسمة بالقوة أو بالفعل وإلا

صفحه ۳۹۶