Mabahith fi al-Tafsir al-Mawdhu'i
مباحث في التفسير الموضوعي
ناشر
دار القلم
شماره نسخه
الرابعة ١٤٢٦ هـ
سال انتشار
٢٠٠٥ م
ژانرها
٥- أنه أوجز في البقرة ذكر المقتولين في سبيل الله بقوله: ﴿أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُون﴾ [١٥٤] وزاد هنا ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٧٠] .
٦- وفي البقرة ﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاء﴾ [٢٤٧] وفي آل عمران ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ [٢٦] .
٧- في البقرة في أهل الكتاب ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ﴾ [٨٣] فأجمل القليل وفصله في آل عمران ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [١١٣] .
٨- في البقرة ذكر تفضيل هذه الأمة على سائر الأمم إبهامًا ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [١٤٣] وأتى في آل عمران بتفضيل هذه الأمة صراحة ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ فكنتم أصرح في قوله من ﴿جَعَلْنَاكُم﴾ ثم زاد وجه الخيرية بقوله: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوف﴾ [١١٠] .
الوجه الثاني: أن بين سورة البقرة وسورة آل عمران اتحادًا وتلاحمًا متأكدًا:
فذكر في سورة البقرة خلق الناس وذكر هنا تصويرهم في الأرحام.
وذكر في البقرة مبدأ خلق آدم وذكر في آل عمران مبدأ خلق أولاده.
وفي البقرة افتتح بقصة آدم حيث خلقه من غير أب ولا أم، وذكر في آل عمران نظيره من غير أب وهو عيسى ﵇.
وفي البقرة لما كان الخطاب لليهود، وقد قالوا في مريم ﵍ ما قالوا وأنكروا وجود وليد بدون أب، فوتحوا بقصة آدم لتشبه في أذهانهم فلا تأتي قصة عيسى إلا وقد ذكر عندهم ما يشبهها من جنسها.
ولأن قصة عيسى قيست على قصة آدم في قوله ﴿كَمَثَلِ آدَم﴾ [٥٩] والمقيس عليه لا بد وأن يكون معلومًا لتتم الحجة بالقياس. فكانت القصة والسورة جديرة بالتقدم.
1 / 88