مباحث علمية واجتماعية

شبلی شمیل d. 1335 AH
124

مباحث علمية واجتماعية

مباحث علمية واجتماعية

ژانرها

الإسلام دين اجتماعي ينهى عن كل شر، لا يقاتل إلا الذين يقاتلونه، ولا يعتدي على الإنسان، ويأمر بالذود عن المستأمنين الآمنين في ظله، وحاشا أن تأمر بغير ذلك شريعة القرآن؛ فالقرآن بريء من الفظائع التي ارتكبت وترتكب كل يوم بعلة الدين في مملكة بني عثمان.

فيا مقلنسي الجهل ومعممي الضلال، أين رأيتم في أديانكم ما يسمح لكم أن تزرعوا في رءوس أتباعكم الجاهلين التفريق بين الناس إلى حد التباغض والتقاتل، حتى قامت اليوم قيامتهم يقتلون بعضهم تقتيلا في الوطن الواحد، يعتدون على الآمنين لخلاف لا علاقة له بالدين؟

لو قامت الإنسانية في كل الدنيا، ونسرت لحم رؤساء الأديان، الذين هم وحدهم المسئولون عن كل الفظائع التي ارتكبت، ولا تزال ترتكب باسم الدين، نسرة نسرة لما وفت حق الانتقام منه؛ لما جنوه حتى اليوم على الإنسان.

عفوكم أيها الأنبياء الكرام، على قول، ويا أيها الرجال العظام، على قول آخرين، مما جناه باسمكم على الإنسانية هؤلاء الجهلة الطغام، الذين قلتم فيهم إن لهم عينين ولكنهم لا يبصرون، وأذنين ولكنهم لا يسمعون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون.

المقالة التاسعة والثلاثون

الأمم والحروب

1

الأرض واسعة جدا، وحتى الآن لم يملأها الإنسان؛ فهذه قارة أفريقيا على سعتها تعد أقل القارات سكانا، وأضعفها فيهم نسبة، ومجاهلها الواسعة غنية جدا، ولكنها لا تزال على الفطرة بكرا حتى اليوم، لم تطأها رجل فاتح، ولم تبقر بطنها يد عامل؛ فخيرها محفوظ في تربتها لا محراث يشقها، وكنوزها مدفونة في جوفها لا معول ينبشها.

وهذه بلاد روسيا على ضخامة ملكها وكثرة شعبها لا تزال متسعة جدا للإنسان، وصحراء سيبيريا لا تزال موطنا للدببة تسرح فيها وتمرح، ومنفى لمساكين الأشقياء، وللأحرار الذين عبثت بهم أيدي الظلام، فقطعوهم عن جسم الإنسانية ليهنأ لهم العيش، ورموهم هناك في جب العزلة يلبسون المسوح من جلود الدببة، ويقتاتون بيابس العشب وصديد القديد، ويعاملون ولا معاملة الإنسان للحيوان، بل أشد من معاملة الحيوان لعدوه الحيوان، إلى أن تموت نفوسهم، أو يقضى عليهم جوعا وبردا وعريا بعد آلام في النفوس هي أشد من عذاب الأجسام.

وهذه بلاد الصين، فمع أنها تعتبر منملة البشر، فمساحتها فوق ما تضم من الناس بكثير.

صفحه نامشخص