مباحث علمية واجتماعية

شبلی شمیل d. 1335 AH
123

مباحث علمية واجتماعية

مباحث علمية واجتماعية

ژانرها

واليد إذا لم يتق الإنسان شرها هي أعظم جان عليه؛ فهي التي تجره إلى مواقف الردى في المحاكم والأمراض؛ ولذلك إذا وجب على الإنسان أن يحذر لسانه مرة، وجب عليه أن يحذر «يده» ألف مرة.

المقالة الثامنة والثلاثون

ضحايا الجهل (أو «الإنسانية المظلومة»)

1

لو تجرد الإنسان مما غرس فيه من بواعث التفريق بعلة الأديان، لما أتى منكرا بحق أخيه الإنسان.

على أن الأديان تنهى عن المنكر، وهي كسائر الشرائع التي يقصد منها إصلاح العمران تعلم العطف على الإنسان.

ولكن الأديان، كسائر مخترعات البشر، تتحول من النفع العام حتى تصير وسائل للكسب في أيدي الذين اتخذوها تجارة لجذب الدنيا، ولو بالقضاء على الإنسان.

رؤساء الأديان من كل دين وملة علموا الناس حتى اليوم غير ما تأمرهم به الأديان، وكم قاموا يبيعون دينهم بدانق، وفرطوا بمال الأيتام، وكم خدموا به أغراض عتاة حكامهم؛ ليتقسموا معهم الدنيا، ولو داسوا الدين بالأقدام.

قامت النصرانية في العصور الوسطى بفظائع تقشعر لها الأبدان، حاشا للإنجيل أن يكون الآمر بها، وما قام بها إلا أولئك الذين هزءوا بالدين ليسحقوا به الإنسان بالاتفاق مع الحكام الظلام.

ولو كانت النصرانية تأمر بهذه الفظائع لما رأيناها، في الممالك التي ارتقت بالعلم، شديدة العطف على الإنسان، إلا التي لا يزال الجهل مخيما فيها، والتي لا يزال اليهود يذبحون فيها على مذبح الجهل ذبح الأغنام؛ مما يجعل الذنب كل الذنب على أولئك الرؤساء الطغام.

صفحه نامشخص