وفى افتتاح الحديث ربط نظم الكلام بشرح أحوال الطائفة القاجارية الجليلة، وسلسلة نظم الحديث مرتبطة بمعرفة حسب تلك الطائفة ونسبها التى شعارها الشهامة. فالطائفة الجليلة الكسروية النبيلة هى من أعزة وأجلة أتراك جلائر، وجلائر من نيرون، وسابا نويان من جلائر، وسرتاق بن سابا، وقاجار بن سرتاق نويان. وقد كان من بين طوائف الأتراك القاجارية ثلاث طوائف، واحدة من سلدوس، وواحدة من تنكفوت، وواحدة من جلائر. فتلك التى من سلدوس لم تأت إلى إيران، وتلك التى من تنكفوت طائفة تابعة بحد ثلاثين أو أربعين بيتا انضمت إلى سائر طوائف المغول وصارت من بينهم بلا اسم ولا رسم، وتلك التى من جلائر صارت صاحبة الدولة والشوكة، وكانت المنطقة الممتدة من شاطئ نهر" جيحون" وحتى حدود" الرى" تحت [ص 5] حكم وفرمان سرتاق، وكان معززا بأمر آباقا خان بتربية آرغون خان على النحو الذى سيرد ذكره قريبا، وقد وجد آرغون تربيته ورعايته. وكانت مملكة سرتاق المختصة به من" قزل أغاج مغان" وحتى حدود" نيسابور"، وكان يقيم فى جرجان، وقد كثر نسله فى جرجان ومازندران. وفى عهد غازان خان والسابق عليه كان (قاجار) من الألف الخاصة المقربة من" تومان تايجو"، وبعد ذلك سلم غازان خان لابن تايجو الحراسة (الشرطة)، وفوض إلى قاجار ب تومان تايجو، وأظهر له غاية العزة والاعتبار، وكانت ولاية أبيه فى يده.
وقديما لقب أولاد جلائر ب" كويانك" وهى بلغة الختائيين عبارة عن الحاكم الكبير أو الملك، وكانت لهم جناح ميسرة جيش طوفان القيامة وراء جنكيز خان، وقد عرفوا واشتهروا بفتح القلاع وتحطيم العدو وقهر الأسود ومصارعة الخصوم، وفى عهد جنكيز خان كان كبيرهم" موقلى كويانك"، وفى عهد" أوكتاى قاآن" كان" بوغول كويانك" على مكانة أبيه وكان يظهر آثار الشهامة. وفى عهد" قبلا قاآن" كان" هتون نويان" «1» أميرا كبيرا منهم [من آل جلائر] وقد صار أيلوكه بن بروك قدان من قوم جلائر مفتخرا ومعززا بفرمان جنكيز خان بمنصب (أتابيك) معلم" أوكتاى قا آن" ومربيه مع الجيش الذى لا نهاية له والذى كان تحت ظل رايته، وأتابيك بمعنى المعلم والمربى، وأعطى (أوكتاى قا آن) للأمير أرغون، الذى كان من الأمراء العظام، عبودية وخدمة أيلوكه الذى كان تابعا لأمره ونهيه ومنصتا أذنه على فرمانه، ولما كان الأمير أرغون رجلا فصيحا وعاقلا وشجاعا ارتفع أمره وتفوق على مراتب الأقران والأكفاء.
وفى عهد" منكو قا آن" كان" منكسار نويان" من جلائر كبير المحكمين (بزرك يارغوتشيان) وهى بمعنى أمير الديوان ومستجوب المذنبين، وكان يضع حكم الياصا فى قراره. وقد جاء إلى إيران أروق وبوقا من أبناء كلاى مع هولاكو خان وكانا ملازمين عبودية أباقا خان، وقد صارا أميرين عظيمين بتربية ذلك الملك عالى الجاه.
وكان لسرتاق نويان بن سابا نويان، الذى كان أمير الأمراء فى خراسان ومازندران فى عهد طفولة (ص 6) أرغون خان، ولد اسمه قاجار، الذى (جاء) منه نسل القاجاريين، وأصبح بداية تناسل وتكاثر هذه السلسلة الجليلة فى مازندران وإستراباد وخراسان من أولاد قاجار.
صفحه ۳۳