وفى ذلك الوقت أيضا، صدر أثر السعادة حكم الهمايون بتذهيب قبة فيض التوائم، الدرة الطاهرة النبوية والبقعة الطيبة للبضعة الموسوية أى معصومة" قم"، وسرت إشارة بأنه قبل إتمام التذهيب ينصب الباب الذهبى على تلك العتبة عش الجنة، وبحكم كسرى المربى، نقل تشراغ على خان نوائى الباب الشمسى الهيئة إلى دار الإيمان قم، ونصبوه فى مكانه، وتم عمل تذهيب القبة المنورة على النحو المقرر وكما هو [ص 47] حقه، وقد أنفقت على هذا العمل المبهج النقود الكثيرة والأموال الضخمة، وبقى هذا الأثر خبرا فى العهد باسم مسمى الخديو الذى فى قدرة جمشيد، وقد صار هذا باعثا على المزيد من آمال أهل الإسلام، وقد قام الخواص والعوام بالدعاء للدولة.
17 - ذكر بعض الأحوال وبناء القصر القاجارى:
لقد اقتضى رأى مزين العالم السلطانى بأن تبنى قطعة الأرض المملوءة بالتراب- التى كانت واقعة على بعد نصف فرسخ من مدينة طهران- حديقة مثل حديقة الفردوس المليئة بالأشجار والرياحين، وأن يبنوا على ذروة القمة- التى هى مثل كومة العنبر، والواقعة فى ذلك المكان- قصرا واسعا وجذابا، فصار حكم القضاء الماضى نافذا، لكى يظهر البناءون والبستانيون فنونهم، ولكى يقوم سعداء الحظ- طبقا لأمر الهمايون، فى ساعة مثل يوم- ببناء حديقة يكون شعاع ورودها كالنار المضرمة بالروح، وتكون لطافة مياهها الجارية كالدموع الساقطة من عين الحيوان، ولأن سطوح بعض من القطع لم تكن مستوية، فقد ملئت أرضها الوعرة (غير المستوية) بالتراب الناعم، وأزيلت قمتها حتى تتساوى مع قريناتها، وغرست فى كل قطعة منها مختلف أشجار الفواكه والثمار وألوان شتلات الأشجار والرياحين والأزهار لموسمى الخريف والربيع، وشيد على أعلاها عمارة جذابة وقصر كالجنة مشتمل على البروج المحكمة والشرف والتحصينات الراسخة، وأنشئوا فى مقابل الإيوان بحيرة واسعة- التى هى مثل عين الشمس- وفى وسطها عين تفور بالمياه الأنصع من مرآة الشمس.
صفحه ۷۷