وتفصيل أحواله على وجه الإجمال، ذلك أن محمد خان تحصن فى" سيلاخور" مع جمع من طائفة ياجلان، على النحو الذى وضحه قلم البيان فى السطور السابقة، وكان قد أغلق طريق المجى ء والذهاب على الناس، ووصل محمد ولى خان- الذى كان مكلفا بطرده- إلى سيلاخور، واشتعلت الحرب، وبعد حروب وصراعات كثيرة، فر محمد خان مع أعوانه وأنصاره من معركة القتال، وفى أطراف دزفول وشوشتر أسر على يد الخيل الكثيرة، وبإشارة الوالى حسن خان عرى من حلية الإبصار، وأحضروه إلى البلاط الكسروى مقيدا بالسلاسل وأطواق الذلة، وبالحكم المحكم لحاكم العصر سلموه إلى سليمان خان، وفى منزل كرمرود توجه لملازمة السعادة أبى الفتح خان الابن الأصغر لإبراهيم خليل خان جوانشير الذى كان قد سرى الحكم بإحضاره، وفى ساحة زنجان تذكر الواقفون فى حضور الخاقان فاتح البلاد بأنه بعد تحرك خسرو الأفاق من خوى إلى العراق تجمع لسليمان خان الديوان حول الخيمة الكبيرة، ونقلوا جميعا من الطريق بواسطة على همت خان رئيس قبيلة كليايى وخان بابا خان قائد طائفة نانكلى، ومع هذا كان يكرر القول [ص 41] بأن الشغل الشاغل لمزين العرش-[مصراع ترجمته]
لم يكن عملى إراحة القلب
هو أن مولد معاملة الرئاسة يسرى فى شرايين عروقه، فهو يزين هذه الجنة من أجل إصلاح هذا الفساد ويزيل الخلاف من وسطها، وتعهد الجميع بالإيمان بأن يعتبروا فى كل حال سليمان خان رئيسا وكبيرا عليهم وألا يسوقوا على لسانهم اسما غيره فى العظمة، وبأن يغمضوا العين عن حقوق ولى النعمة وأن يسعوا فى العقوق والعصيان، وتخيل الخاقان عالى الجانب تلك الغوغاء أقل من صراخ وضجيج الربابة، وعزم إلى مقصده فى نفس اللحظة.
صفحه ۷۰