فى ربيع" عام الفأر" «2» سنة ألف ومائتين واثنتى عشرة هجرية، زين كسرى صاحب عرش جمشيد- الذى دائما مراد فلكه الأسد الأبلق زينة تلك الرياح ومراد الدنيا والآخرة جوادين راكضين فى ركابه المنتسب للظفر- تاج الخلافة [ص 32] من مفرق ظل رأسه، وفى ساعة- والتى كانت ساعات سعده الرهين وسعود الاقترانات بقرينه- وضع الخديوى الذى لا نظير له قدم الفلك الطاحن على كرسى السلطنة ومكان عرش الإجلال، واتكأ على مسند عرش الإقبال، وأوصل الملاك المانح للنشاط بشرى الأمن والأمان إلى أذن الشيخ والشاب، ورأى متمردو الأطراف ورؤساء الأفاق صدورهم وأكتافهم مزينة ومحلاة بخلاع الشمس المشعة من دار خلع الإنعام السلطانية، فوضعوا طوق العبودية وقلادة الخضوع على أعناقهم، وسحبوا غطاء الخدمة والفدائية على أكتافهم، وكنسوا غبار ساحة الإجلال بأهداب الأدب، ومن وجه حسن الإخلاص وصفاء العقيدة، قالوا للجلوس المأنوس: ليكن مباركا وليكن ميمونا، وكانت بيادر الدرهم والدينار من ذيل صاحب الكنز خسرو صاحب العالم موضع حسد وعجب الأوراق المتفتحة وأوراق الأزهار، فسقطت على كل ناحية من تحريك نسيم الربيع، وأخلى غلمان شمس الطلعة حاشية قاع البحر من إيثار الذهب والجوهر، ملئوا جيب ولبة قميص المتشرفين بالحضور السلطانى، ورفع مقبلو أرض البلاط رأس المباهاة إلى أوج السماء من يمن إلطاف وإشفاق الخاقان ملجأ العالم.
11 - وصول الأمير محمود بن تيمور شاه الأفغاني إلى شرف حضور
سلطان الدنيا الواسعة:
وفى الأوان نفسه، أدرك الأمير محمود بن تيمور شاه الأفغانى شرف حضور فيض صاحب الخزانة الخاقان فاتح البلاد، وقدمت له من قبل سلطان الأفاق مراسم التدليل والعطف، والتى كانت لائقة بمثل هذا الضيف.
صفحه ۶۱