ومن ضمن أفكار الحاج محمد خان تلك الواحدة أيضا وهى أنه فكر لفترة فى استمالة جعفر قلى أغا جوانشير بن محمد حسن خان وهو حفيد إبراهيم خليل خان وطمأنة طائفة جبرئيلو وهم الذين كانوا أقاربه ومرتبطين به. وعلى الرغم من أن اطمئنان كل من جعفر قلى أغا وطائفة جبرئيلو كان يبدو للناظرين أمرا مستحيلا، وذلك لأن محمد حسن خان والد جعفر قلى أغا كان متخوفا ومضطربا لربما يوكل الحضرة العلية الظل الإلهى ولاية قراباغ بعد وفاة إبراهيم خليل خان إلى" أبى الفتح" خان أخيه الأصغر والذى كان دائما معتكفا فى العتبة السلطانية ومشمولا بالعواطف اللامتناهية، وبسبب اتهامه بالاستيلاء على جواهر الخاقان الشهيد السعيد بعد مسألة استشهاد حضرته فى شوشى، ومع هذا الظن الذى ما كان بأن يقوم الحضرة العلية الظل الإلهى باسترداد الجواهر المزعومة وبسبب هذا الفكر نفسه، جعله خائفا ومرتجفا من الحضرة العلية الملكية ومتمردا على الدولة الخالدة إلى الأبد كلية، كما جعل إبراهيم خليل خان بالإجبار والإكرام مأنوسا باتباع روسيا ومبتليا بمخالفة الدولة الخالدة، فوضع روحه ونفسه على رأس هذا الأمر. وعندما عزم إبراهيم خليل على قتل روس شوشى، أطلع جعفر قلى آغا بنفسه، بسبب جهله وعدم خبرته، [القائد] " مايور" وروس ذلك المكان عن ذلك القصد والنية، وأوصلهم إلى طريق منزله وعلى حين غرة إلى مخدع إبراهيم خليل خان والذى كان خارج المدينة، وكان قد حرضهم على قتله هو وابنه وابنته وزوجته وجمع كان مقيما عنده.
وكانت طائفة جبرئيلو أيضا، فى أثناء عودة موكب النواب نائب السلطنة من معركة" خانشين قراباغ"، وكان [ولى العهد] قد رحل إلى وسط الطائفة ألفين من حملة بنادق فراهان وكزار وسواد كوهى حتى يرحلوا بمعاونتهم ويتوجهوا إلى قراجه داغ.
فأرسلوا رسولهم وأحضروا الروس على غفلة وأخلى الروس من ناحية وطائفة جبرئيلو من ناحية أخرى الرجال الألفين من الخيول والأسلحة [ص 267] ولهذه الأسباب كان خوفهم الكامل من الدولة العلية وميلهم إلى الروس.
صفحه ۳۰۷