202

ماثر سلطانیه

المآثر السلطانية

ژانرها

وكان فى رأيه أن يتحول عن الحرب فى بداية الأمر [ص 198] وبداية احتماء المعركة بهدف تشجيع العدو، وأن يجعل الأرض بنفس لون الياقوت والمرجان من دمائهم، فيتجرأ العدو، ويبتعد فرسانهم عن مشاتهم، وعلى الفور يقوم القائد بعد ذلك ويبدأ المعركة ويلوى عنانه ويدفع جنودهم إلى الكمين المفتوح، فيعدم بنيان ثبات المشاة أيضا بالتدبير نفسه. ومن المشاكل التى حدثت فى أثناء عودة القائد ظهور الغبار والتراب الغليظ فى تلك الصحراء واختلاط الجيشين ببعضهما، وبسبب كثرة الغبار والتراب لم يميزوا الغالب من المغلوب والصديق من العدو، وكان قد تخيلوا تحطم أحمال وعتاد القائد أيضا بسبب هذه الحال وكانوا قد بدءوا التحرك. وكانت رغبة القائد فى أن يسحب نفسه من وسط الغبار والتراب إلى جانب ويشاهد بدقة كاملة أوضاع المعركة ويضع بناء المعركة والنزاع من رأس التدبير الكامل ، فانسحب من وسط الغبار والتراب بسرعة. ومن المصادفات أن الجيش أيضا خرج للبحث عنه فوجدوا أن ساحة المعركة خالية من القائد، ولأنهم لم يكونوا عالمين إلى أى ناحية ذهب فقد امتلأ قلبهم بالخوف والفزع وتفرقت كل فرقة فى ناحية، حيث وصل أغلبهم إلى الرحل والأحمال، وقام القائد مع عدد من الغلمان، الذين كانوا معه، بمواصلة المعركة بسبب شدة جلادته، فقتل وأصاب عدة أشخاص من الروس. وفى ذلك اليوم نفسه، لحق بالقائد فرج الله خان وأمان الله خان مع مجاهدى أبواب جمعهما، فاجتمعت الجيوش المتفرقة مرة أخرى، وأمر نائب السلطنة بقتل جمع من الجيش معاقبة لهم على تقصيرهم وتهاونهم وضعفهم. ثم رتب القائد حسين خان وفرج الله خان وأمان خان فرق وألوية الجيش، وأسرعوا إلى محاربة الروس، فلم يقدم الروس إلى المعركة بسبب ملاحظتهم استعداد الجيش وتجهيزه، وسحبوا أقدام سعيهم فى أذيالهم وانتظر القادة المذكورون القتال والحرب بالليل والنهار فى كمين المعركة.

110 - بيان محاربة النواب نائب السلطنة مع روس نخجوان:

وفى تلك الأوقات، صار معلوما لرأى [ص 199] نائب السلطنة المظهر للصواب أنه قد حدث لأحمد خان مقدم تردد كامل فى حرب الروس القاصدين لنخجوان، وبأن الروس قدموا أيضا إلى قرب نخجوان، فلم تحتمل غيرة طبعه الغيور هذا الإقدام، ومع أن الجيش المستطاب لم يكن حاضرا فى الركاب، فقد صمم على محاربة الروس.

وبالمصاحب لهذا الحال، عرض على واقفى حضور العظمة بأنه قد حدث سوء ظن لنظر على خان حاكم أردبيل وفرج الله خان نائبها من نجف قلى خان كروس، الذى كان مكلفا بتنظيم قلعتها، وفرا مع طائفتيهما، وقبضا على حسين قلى خان باكويه الذى كان قد أصبح سببا لقتل إيشبخدر قائد روسيا، وتوجها إلى ناحية" لنكران" التى كانت محل اختيار مصطفى خان طالش الذى صار أيضا بسبب هذا المعنى خائفا ومرعوبا نظرا لصلته بهما ومجاورته لهما، والجميع يتخيلون إحداث فجوة فى روس تلك المناطق، فتوكل نائب السلطنة على خالق الجزء والكل، وباقتضاء الحلم الموفور لم يلتفت لهذا المحذور، وتحرك من منزل " جورس"، وقدم إلى ساحل نهر آرس، وأمر بالتوقف على بعد نصف فرسخ من مدينة نخجوان وأرسل الأمر المكتوب إلى القائد حسين خان وفرج الله خان:" بأن يسيرا فوجا من الفرسان فى صحبة أمان الله خان إلى الركاب المستطاب".

صفحه ۲۴۳