155

ماثر سلطانیه

المآثر السلطانية

ژانرها

ولما وصل خبر تحصن الروس فى ذلك المكان المحكم البنيان إلى مقيمى بلاط صاحب الفلك الخاقانى، كلف حسين قلى خان القاجارى ومعه أربع عربات من المدفعية المقلقة للعالم ولوازمها والفرقة الدامغانية، بالسير إلى معسكر نائب السلطنة أثر الظفر بغرض إمداده، وفى أثناء القدوم، شرعوا فى القذف بالمدافع لتخريب بناء خنادق وتحصينات تلك الطائفة ولمدة ستة أيام كانت طاحونة الحرب دائرة، وحمى مجاهدو مرآة الجلادة بحكم نائب السلطنة الصدور وهجموا من خلف وأطراف أسوارهم، واستولوا على جميع خنادق طائفة الروس بقوة عون الله الذى لا شبيه له وبقوة الإقبال العالى للخديو العظيم، وساقوا عليهم الماء الذى بلون النار وله فعل المرآة أى السيف الممطر للنيران، فأسروا جمعا منهم، وصارت جميع أموالهم وبضائعهم ودوابهم من نصيب مجاهدى النصرة، وأصيب البولكونيك قائدهم بثلاث طعنات منكرة، وفر مع عدة أشخاص من الجنود فى ظلمة الليل، وأوصل نفسه ساقطا وناهضا إلى قلعة" ترناؤت" وأحاط مجاهدو أثرة الجلادة بقيادة بير قلى خان القاجارى بأطراف القلعة، وضيقوا الأمر عليهم، فخرج البولكونيك مضطرا من باب العجز والإلحاح وأرسل العريضة إلى حضور صاحب الشوكة وطلب مهلة ثلاثة أيام بحيث إنه بعد انقضاء أيام المهلة يسرع بحب وعشق إلى ظل عطوفة الأمير القابل للعذر، وبسبب كمال مرحمة طبعه قبل ملتمسه، ونظرا لطلبه [ص 152]، فقد تهاون الجنود وتراخوا فى شأن الحصار، واغتنم هو الفرصة، وفى الليلة الثالثة وعلى حين غرة هرب، وعلم مجاهدوا أثر النصرة بخبر فراره، فقاموا بتعقبه، فأهلكوا بعضا من رفاقه بضربهم بالسيف البتار وأرسلوهم إلى دار البوار، أما هو فقد أوصل نفسه إلى جبل" جمرق" وهو الذى فاقت قمته فى الارتفاع والعظمة عن السماء وكان حصنا ومأمنا لجمع من متمردى أرامنة قراباغ وجذب تابوت جسده من دوامة طوفان الهلاك إلى ساحل النجاة.

وبالمصاحب لذلك الحال، وصل الخبر بأن إيشبخدر تحرك من" كنجه" بجميع جيشه بغرض إمداد" بولكونيك"، وهو متوقف على ساحل نهر" ترتر"، فكلف النواب نائب السلطنة على ذلك المكان إسماعيل بك ومعه جمع الأبطال الذين شعارهم النصرة من أجل معرفة كمية ووضع جيش الروس، وبالمصادفة التقى إسماعيل بك والأبطال المقترنين بالنصر فجأة فى عرض الطريق مع جمع من فرسان ومشاة تلك الطائفة، فاشتبكت الحرب، فقتل إسماعيل بك والجيش المنصور جمعا من تلك الطائفة وأسر وقبض على بعضهم، ورجعوا إلى معسكر الأمير، ولم يخطو إيشبخدر من مكانه أكثر من قدر قدمه. وكان مكنون خاطر الأمير ذلك أن يجره أكثر ويظهر يد الغلبة والنصر فى معركة القتال.

وفى أثناء ظهور هذا الفتح الجلى كان عقاب راية ملك الملوك فاردا أجنحته على منزل" تخت طاوس"، وعندما وصل هذا الخبر أثر السعادة والمسرة إلى معسكر الهمايون، جعل الحضرة العلية الخاقانية النواب نائب السلطنة وسائر قواد الجيش قرناء الإحسان والإنعام، ورفع قمة رأس افتخارهم إلى الفلك الأعلى بسبب وفرة الإحسان والإكرام.

صفحه ۱۹۵