ولما انقضى حفل النوروز المنتصر، أشرق شعاع العناية السلطانية بإنجاز مهام وواجبات الملك والأمة، وفى خلال ذلك الحال، عرض على موطئ العرش الأعلى خبر استئصال محمد خان الأفغانى، وكيفية هذا الإجمال كذلك: إن محمد خان هو ابن أعظم خان الأفغانى الغلجائى، وكان نسل هذه الأسرة مشردين ومشتتين بسبب الكفران بالنعمة، وفى أواخر دولة أحمد شاه الأفغانى الإبدالى هاجر أبوه أعظم خان من قندهار بسبب خلاف وقع فيما بين الغلجائية والإبدالية والتحق مع فوج من طائفته بكريم خان الزندى، فأسكنهم كريم خان الزندى فى نرماشير بكرمان، واستقلت هذه الطائفة فى تلك النواحى، وشيدوا تدريجيا القلاع المحكمة، وفى عهد هذه الدولة العلية وحيث كلفت دار الأمان كرمان وإقطاعية ذلك الإقليم وفوضت إلى حضرة إعتضاد الدولة إبراهيم خان ابن العم، ومع أن محمد خان كان ثمر غض النفاق والخيانة «1»، ومع التسرع فى الوقت فقد جاء طائفا بالبلاط ومشمولا بعواطف الخاقان ملجأ العدالة، فقد سرت عناية تفويض ولاية نرماشير عليه وكما كان. وبعد الوصول إلى تلك الحدود لوى رأسه عن الفرمان الشهريارى، ومصاحبة لذلك، شاع فى تلك المناطق قحط وغلاء لا حد لهما، وبموجب حكم الهمايون حملوا على ظهور الجمال القوية الحبوب والغلال من شيراز وإصفهان ويزد إلى ذلك المكان، ولم تكن توجد قشة واحدة (الشى ء القليل) [ص 125]- ولا جرم أنه كان يتعذر تعيين الجيش، وبهذه الوسيلة انتزع محمد خان قلعة" بم" بالنزاع وكان النائب إبراهيم خان يعلم أولا أهمية حراسة قلعة" بم" فسير إسماعيل خان العربى حاكم جندق- الذى كان من صوفية هذه الدولة جنة الرونق- مع جمع لحراسة ذلك المكان، وثانيا، قام بإرسال العرائض إلى الحضرة العلية يذكر فيها مخالفة ومعارضة محمد خان، فقدم من عاصمة الدولة نوروز خان القاجارى عز الدينلو- وهو الحاجب الكبير وأمير بلاط سماء الجاه- مع فوج من الشجعان المدمرين للمتمردين فى سرعه وخفه كالقضاء السمائى. ولما سمع محمد خان بخبر تحرك نوروز خان، انسحب برحله إلى قلعة نرماشير، وأحاط الجيش بالقلعة المحكمة، وقضى عدة أيام وسط المعارك المهولة، وفى النهاية هجم من كل ناحية وجانب، وأخضع القلعة، فصار جمع كثير عرضة لسيف الشجعان المصارعين للأسود، وأصيب محمد خان وسط الهزيمة بطعنتين منكرتين ولجأ إلى طريق الهروب مع عدة أشخاص من الأفغان، ورحل خارجا وهو محتضرا مع ألف عاجز وضعيف وجر نفسه إلى ناحية بلوتشستان، وتعرض للسيف الظالم سائر مرافقيه وأعوانه من الأفغان والسيستانيين؛ الذين صاروا فى كل مكان مضطرين لجيش مريخ الصولة السلطانية، ورجع نوروز خان والجيش المنتصر مظفرا ومنصورا إلى بلاط موطئ زحل.
50 - بيان تكليف النواب نائب السلطنة والخلافة بمملكة أذربيچان
من أجل محاربة روسيا:
صفحه ۱۶۱