93

Ma'arij al-Qubool bi Sharh Sullam al-Wusool

معارج القبول بشرح سلم الوصول

پژوهشگر

عمر بن محمود أبو عمر

ناشر

دار ابن القيم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

محل انتشار

الدمام

ژانرها

فَالْقُرْآنُ كُلُّهُ فِي التَّوْحِيدِ وَحُقُوقِهِ وَجَزَائِهِ وَفِي شَأْنِ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ وَجَزَائِهِمْ. اقْرَأْ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ التَّوْحِيدَيْنِ ﴿طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [طه: ١-٨] وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَغَيْرَهَا مِنَ الْقُرْآنِ، وَاقْرَأْ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الْحَشْرِ: ٧] وَاقْرَأْ فِي إِكْرَامِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غَافِرٍ: ٥١] وَاقْرَأْ فِي إِخْزَاءِ أَهْلِ الشِّرْكِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ، فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ، وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾ [الْقَصَصِ: ٣٩-٤٢] . وَالْكَلَامُ فِي هَذَا الْفَصْلِ عَلَى النَّوْعِ الْأَوَّلِ وَهُوَ التَّوْحِيدُ الْعِلْمِيُّ الْخَبَرِيُّ الِاعْتِقَادِيُّ وَهُوَ "إِثْبَاتُ" بِالرَّفْعِ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ قَوْلِنَا "نَوْعَانِ" أَيِ: الْأَوَّلُ مِنْهُمَا "إِثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا" فَإِنَّ هَذِهِ الْعَوَالِمَ الْعَلَوِيَّاتِ وَالسُّفْلِيَّاتِ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُوجِدٍ أَوْجَدَهَا وَيَتَصَرَّفُ فِيهَا وَيُدَبِّرُهَا. وَمُحَالٌ أَنْ تُوجَدَ بِدُونِ مُوجِدٍ، وَمُحَالٌ أَنْ تُوجِدَ أَنْفُسَهَا. قَالَ اللَّهُ ﵎ فِي مَقَامِ إِثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَتَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ﴾ [الطُّورِ: ٣٥-٣٦] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﵄: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾ أَيْ: مِنْ غَيْرِ رَبٍّ١. وَمَعْنَاهُ أَخُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ خَلَقَهُمْ فَوُجِدُوا بِلَا خَالِقٍ وَذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّ تَعَلُّقَ الْخَلْقِ بِالْخَالِقِ مِنْ ضَرُورَةِ الِاسْمِ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ خَالِقٍ فَإِنْ

١ البغوي "معالم التنزيل ٥/ ٢٣٨".

1 / 99