Ma'arij al-Qubool bi Sharh Sullam al-Wusool
معارج القبول بشرح سلم الوصول
پژوهشگر
عمر بن محمود أبو عمر
ناشر
دار ابن القيم
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
محل انتشار
الدمام
ژانرها
اسْتِيعَابَهُ لَطَالَ الْفَصْلُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ نَقْلُ الْإِجْمَاعِ مِنْهُمْ عَلَى إِثْبَاتِ مَا أَثْبَتَ اللَّهُ ﷿ لِنَفْسِهِ، وَأَثْبَتَهُ رَسُولُهُ ﷺ وَالصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَنَفَى التَّكْيِيفَ عَنْهَا لَا سِيَّمَا فِي مَسْأَلَةِ الْعُلُوِّ، وَفِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَتَكْلِيمِ اللَّهِ - تَعَالَى - مُوسَى ; لِأَنَّهَا أَوَّلُ مَا جَحَدَهُ الزَّنَادِقَةُ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَفِي ذِكْرِ مَنْ سَمَّيْنَا كِفَايَةٌ، وَمَنْ لَمْ نُسَمِّ مِنْهُمْ أَضْعَافُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمُ اثْنَانِ فِي أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، مِنَ اللَّهِ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ. وَتَقَلَّدُوا كُفْرَ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَمَنَعُوا الصَّلَاةَ خَلْفَهُ وَأَفْتَوْا بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَبِتَحْرِيمِ مِيرَاثِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَحَرَّمُوا ذَبِيحَتَهُ وَجَزَمُوا بِأَنَّهَا ذَبِيحَةُ مُرْتَدٍّ لَا تَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ. فَانْظُرْ أَيُّهَا الْمُنْصِفُ أَقْوَالَهُمْ ثُمَّ اعْرِضْهَا عَلَى نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هَلْ تَجِدُهُمْ حَادُوا عَنْهَا قِيدَ شِبْرٍ، أَوْ قَدَّمُوا عَلَيْهَا قَوْلَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَائِنًا مَنْ كَانَ؟ حَاشَا وَكَلَّا وَمَعَاذَ اللَّهِ، بَلْ بِهَا اقْتَدَوْا وَمِنْهَا تَضَلَّعُوا، وَبِنُورِهَا اسْتَضَاءُوا وَإِيَّاهَا اتَّبَعُوا، فَهَدَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ لِمَا اخْتَلَفَتْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ، وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
هَذَا مَقَالُ الْمُؤْمِنِينَ جَمِيعِهِمْ ... وَعِصَابَةِ التَّوْحِيدِ أَعْلَامِ الْهُدَى
الْكَاشِفِينَ عَوَارَ كُلِّ مشبه ... والقامعين لكل مَنْ قَدْ أَلْحَدَا
زَنْ قَوْلَهُمْ بِالْوَحْيِ، وَانْظُرْ هَلْ تَرَى ... مَيْلًا لَهُمْ عَمَّا إِلَيْهِ أَرْشَدَا
حَاشَاهُمُ عَنْ أَنْ يَمِيلُوا خُطْوَةً ... عَمَّا إِلَيْهِ اللَّهُ إِيَّاهُمْ هَدَى
بَلْ أَثْبَتُوا لِلَّهِ مَا قَدْ أَثْبَتَتْ ... آيُ الْكِتَابِ وَكُلُّ نَصٍّ أُسْنِدَا
ومن النفاة تبرءوا وَكَذَاكَ مِنْ ... قَوْلِ الْمُمَثِّلِ إِذْ تَغَالَى وَاعْتَدَى
جَعَلُوا إِمَامَهُمُ الْكِتَابَ وَسُنَّةَ الْمُخْتَارِ يَا طُوبَى لِمَنْ بِهِمَا اهْتَدَى
وَلِذَاكَ أَعْلَى اللَّهُ جَلَّ مَنَارَهُمْ ... وَالْمُلْحِدُونَ بِنَاءَهُمْ قَدْ هَدَّدَا
وَأَتَمَّ نُورَهُمُ الْإِلَهُ وَغَيْرُهُمْ ... فِي ظُلْمَةٍ إِذْ لَمْ يَكُنْ بِهِمُ اقْتَدَى
يَا رَبِّ أَلْحِقْنَا بِهِمْ وَاجْعَلْ لَنَا ... نُورًا نَمِيزُ بِهِ الضَّلَالَ مِنَ الْهُدَى
وَقَضَى السَّلَفُ الصَّالِحُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الطَّائِفَةِ الْوَاقِفَةِ وَهُمُ الْقَائِلُونَ: لَا نَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، بِأَنَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يُحْسِنُ الْكَلَامَ فَهُوَ جَهْمِيٌّ وَمَنْ لَمْ يُحْسِنِ الْكَلَامَ مِنْهُمْ بَلْ عُلِمَ أَنَّهُ كَانَ جَاهِلًا جَهْلًا
1 / 280